اتخذت، يوم أمس، السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، قرارات و إجراءات استثنائية بولاية برج بوعريريج، تم بموجبها تحويل العديد من أماكن مراكز و مكاتب الانتخابات من البلديات الأصلية إلى بلديات أخرى، تجنبا لحدوث انزلاقات بعد أن اعترض البعض على فتح مراكز للتصويت ببلدياتهم.
وفي هذا الصدد، تم تحويل جميع المكاتب المتواجدة ببلديات دائرة جعافرة إلى مركز واحد ببلدية مجانة، ومراكز بلدية أولاد سيدي إبراهيم إلى مركز الجباسة ببلدية المهير، منذ الساعات الأولى للاقتراع، في حين اتخذت السلطة قرار تحويل مركز بني لعلام ببلدية تسامرت إلى مركز انتخابي ببلدية برج زمورة في حدود الساعة العاشرة صباحا، بعد اعتراض مواطنين من القرية على إتمام العملية الانتخابية، كما سجل حدوث مناوشات على مستوى بعض المراكز ببلدية عين تاغروت، بعد محاولة بعض المقاطعين اقتحام أحد المكاتب.
نسبة المشاركة قاربت 33 بالمئة عند الخامسة مساء
بالمقابل شهدت أغلب المراكز على مستوى الولاية سير العملية الانتخابية في ظروف عادية سادها الهدوء وإقبال المواطنين منذ الساعات الأولى، خصوصا على مستوى المراكز المخصصة للذكور، فيما انتعشت مكاتب النساء بعد الظهيرة، أين شهدت هي الأخرى إقبالا معتبرا، فسرته النسب المتزايدة للمشاركة التي ارتفعت من 8.13 بالمائة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا إلى 19.89 في حدود الساعة الثانية زوالا، لتصل إلى نسبة 32.95 بالمائة في حدود الساعة الخامسة مساء.
تحويل 36 مركزا و74 مكتبا لتفادي المناوشات
وفي تصريح خص به النصر، أكد المنسق الولائي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، على اتخاذ إجراء تحويل المراكز بعد تلقيها لطلب من المواطنين و اعتراضهم على فتح المكاتب ببلدياته طيلة الأسابيع الفارطة، ما حتم على السلطة تحويل هذه المراكز نحو بلديات أخرى لتمكين المواطنين الراغبين في أداء واجبهم الانتخابي الإدلاء بأصواتهم و دعم المترشح الذي يرونه يستحق ثقتهم، إضافة إلى الرغبة في تجنب الدخول في صدامات بين المنتخبين و المقاطعين على مستوى مراكز الاقتراع، مشيرا إلى تحويل 30 مركزا و 74 مكتبا للاقتراع من بلديات دائرة الجعافرة، و هي القلة وتفرق والماين و كذا الجعافرة، إلى مركز واحد ببلدية مجانة، و تحويل 5 مراكز من بلدية أولاد سيدي إبراهيم إلى مركز الجباسة ببلدية المهير، كما تم تحويل مركز بني لعلام إلى بلدية برج زمورة، بعد تسجيل مناوشات و اعتراض لمواطنين على فتح المكاتب بالمنطقة.
محاولة اقتحام أحد المكاتب ببلدية تاغروت
و خلافا لأغلب المراكز التي عم بها الهدوء طيلة فترات إجراء الانتخابات عبر بلديات الولاية، شهدت بلدية عين تاغروت مناوشات على مستوى أحد المراكز، أين قام بعض المواطنين بمحاولة اقتحام مكاتب التصويت بالقوة، على مستوى مراكز العقون، بداري، لعمامرة وزياني، و محاولة تحطيم الصناديق، قبل أن يتم احتواء الوضع،و فتح المكاتب من جديد، أين تقدم المواطنون للإدلاء بأصواتهم بعدها في ظروف عادية و تحت حراسة أمنية على مستوى المركز، و تواجد لعناصر الحماية المدنية.
حضور مميز لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة
وعرفت مكاتب الاقتراع توافدا للمواطنين منذ الساعات الأولى، أين اطلعنا على سير العملية بمركز الشهيد زاوي موسى بعاصمة الولاية، الذي شهد تشكل طوابير للناخبين منذ الساعات الأولى، و توافد المواطنين من مختلف الفئات و الأعمار، مبدين حرصهم على ضمان استقرار البلاد ومصممين على أداء واجبهم الانتخابي، كما تصادف تواجدنا بالمركز بقدوم حالات خاصة لمرضى و معاقين، كان من بينهم شاب تعرض لحادث مرور و تحدى المرض و الإصابة التي أجرى عليها عملية جراحية قبل أسبوع، بتنقله مستعينا بعكازات إلى مركز الانتخاب، مرجعا ذلك إلى نداء الوطن وأداء الواجب الوطني من جهة، و الخروج ضد التصرفات التي وصفها بغير المقبولة لبعض المقاطعين التي شاهدها عبر قنوات التواصل الاجتماعي، لمعارضين أهانوا المسنين من شيوخ و عجائز من أفراد الجالية بفرنسا خلال تأديتهم لواجبهم الانتخابي، مضيفا أن هذه المشاهد حزت في نفسه و زادت من إصراره على القيام بواجبه من أجل الجزائر.
وتباينت نسب المشاركة من مركز إلى آخر عبر البلديات، و شهدت المراكز ومكاتب الاقتراع المخصصة للنساء انتعاشا خلال الفترة المسائية، وهو ما اطلعنا عليه على مستوى مركز الشريف لرقط وسط مدينة برج بوعريريج، الذي كانت به نسبة المشاركة جد محتشمة خلال الفترة الصباحية، ليشهد اقبالا كبيرا للنسوة بعد الظهيرة، و هو ما أرجعنه إلى تفرغهن من واجباتهن المنزلية و تفضيلهن الخروج بعد إعداد وجبة الغداء و تنظيف منازلهن، كما عبرن عن حرصهن على المساهمة في حل الأزمة التي تمر بها الجزائر من خلال المشاركة في الانتخابات و اختيار الرئيس الذي يرون فيه الأمل لبناء جزائر جديدة .
غياب واضح لممثلي أغلب المترشحين
و لعل ما لفت الانتباه عبر مراكز الاقتراع التي زرناها هو النقص الكبير في عدد المراقبين على مستوى مكاتب التصويت، و اكتفاء المديريات الولائية للحملة الانتخابية لبعض المترشحين بتعيين مراقب واحد على مستوى المركز، دون تعيين مراقبين عبر جميع المكاتب، ما عدا المترشح عز الدين ميهوبي و عبد المحيد تبون بدرجة أقل، و هو ما أرجعته مديرية الحملة الانتخابية للمرشح بلعيد عبد العزيز، إلى أنها فضلت تعيين المناضلين لضمان تغطية المراكز في حين تم تعيين مراقبين لمترشحين أخرين ومنحهم المقابل المادي، كما أشارت الهيئة المستقلة للانتخابات على أن نسبة التغطية بالمراقبين لم تتجاوز 40 بالمائة، يتقدمهم المراقبين للمترشح عز الدين ميهوبي و بعده عبد المحيد تبون ثم علي بن فليس وبعده بن قرينة و عبد العزيز بلعيد .
و بخصوص التخضيرات أكد المنسق الولائي على أن الهيئة الناخبة بالولاية قدرت بـ 485282 ناخبا موزعين على 352 مركزا و 1259 مكتب تصويت، تم تأطيرها بـ 10583 مؤطر. ع/ بوعبدالله