جنايات قسنطينة تُبرئ قاتل والدته بحي 5 جويلية
وجّه قاضي الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، حكما ببراءة شاب من تهمة قتل الأصول بسبق الإصرار والترصُّد، مع وضعه في مصحّة الأمراض العقلية بالعثمانية بولاية ميلة، بعدما أزهق روح والدته بحي 5 جويلية العام الفارط، و أدخل والده العناية المركّزة.
وحسب ما دار بجلسة المحاكمة، فإنَّ القضية تعود إلى ليلة الـ 9 نوفمبر من العام الفارط، عندما تلقت مصالح الأمن اتصالا من الحماية المدنية، التي تدخلت لإسعاف ضحيتين جراء اعتداء بالسلاح الأبيض عقب مكالمة من أفراد عائلة تقطن بحي 5 جويلية، تعرضت والدتهم و والدهم لطعنات بالخنجر من طرف شقيقهم، وبعد التنقل تبين أنَّ الأم فارقت الحياة، رغم نقلها إلى مستشفى ابن باديس الجامعي، فيما حوّل الأب على جناح السرعة إلى العناية المركزة، حيث مكث مدّة طويلة قبل استعادة عافيته، نظير الطعنات القاتلة بواسطة خنجر، وهذا على مستوى الرأس والفك والبطن.
أفراد العائلة أفادوا بأنَّ الفاعل، وهو “ع.ر.ب”، يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية، دخل على إثرها إلى المستشفى، مرارا، و صرحوا بأنه يتناول الدواء لهذا السبب، لكنَّ وضعه ساء ليلة الـ 9 نوفمبر، فوجه طعنات قاتلة لأمه بخنجر، وتركها تسبح في بركة من الدماء برواق المنزل، وعندما حاول أبوه ردعه، طعنه هو الآخر في أجزاء متفرقة من الجسم، وفرَّ إلى وجهة مجهولة، ليسلم نفسه بعدها لمصالح الأمن.
وبعد التحقيق مع المتهم، تبين أنّه يعاني من مشاكل نفسية عميقة، وهو ما أكّدته الخبرة الطبية المنجزة عليه، مرات عديدة، بما يعني عدم حمُّله للمسؤولية الجزائية، أما ممثل الحق العام فقد اعتبره مذنبا، لارتكابه جناية قتل الأصول مع سبق الإصرار و الترصُّد، والتمس في حقه عقوبة السجن المؤبد، فيما دافع محاموه على أساس عدم تحمله للمسؤولية الجزائية، وفق ما تنص عليه القوانين، وعليه فهو ليس مذنبا، حسب هيئة الدفاع، التي طالبت بمراعاة وضعيته و وضعه تحت الرقابة الطبية.
فاتح/ خ