تواجه مصالح بلدية عنابة، مع الأيام الأولى من شهر رمضان صعوبات كبيرة في رفع الكميات الهائلة من القمامة المنتشرة عبر كامل الأحياء، نتيجة تضاعفها مع ارتفاع نسبة استهلاك الصائمين، مما تسبب في انبعاث روائح كريهة من الحاويات المخصصة لرمي الفضلات، وكذا مداخل العمارات بفعل ارتفاع الدرجة الحرارة، التي تزيد من تعفن القمامة وتحللها، يحدث هذا أمام العجز التي تعانيه البلدية في العتاد و العمال.
كشف مصدر مسؤول بمديرية الشبكات المختلفة لبلدية عنابة، أن مصالحه أصبحت تواجه صعوبات في تسيير النفايات المنزلية و رفع أطنان القمامة في شهر رمضان بعد أن تضاعفت بمرتين، حيث يسجل يوميا رفع 350 طن يوميا بزيادة قدرت بـ 180 طن، ما يعد مؤشرا رهيبا تعجز البلدية وفق الإمكانيات والموارد البشرية المتوفرة، على رفع هذا الكم الهائل من الفضلات في ليلة واحدة.
وأضاف ذات المتحدث أنه على الرغم تجنيد مصالح البلدية إمكانيات إضافية بهدف التحكم في الزيادة المسجلة في نسبة رمي الفضلات بكافة أحياء مدينة عنابة خلال شهر الصيام، إلا أن كل الجهود تبقى محدودة ولا تفي بالغرض بعد أن أصبحت الروائح الكريهة منتشرة أمام التجمعات السكنية، و مداخل العمارات، وتتركز كميات القمامة -حسبه- بمحيط الأسواق القارة والفوضوية على غرار سوق الحطاب للخضر والفواكه، و»مرشي فرنسيس « وغيرها من أماكن التسوق .
كما أرجعت ذات المصالح سبب الانتشار العشوائي للقمامة بكل أحياء البلدية كالسهل الغربي إلى السلوكيات غير الحضرية للمواطنين، الذين يخرجون القمامة من منازلهم في كل الأوقات دون الالتزام بالمواعيد المخصصة لها، ويضعونها تحت أشعة الشمس الحارقة مما يعرضها إلى التعفن وانتشار الروائح الكريهة، كما تسببت هذه الظاهرة في كثرة تردد الحيوانات البرية على الأماكن العشوائية التي ترمى فيها القمامة على غرار ما يحدث في حي الريم، حيث أصبحت الخنازير تجول ليلا ونهارا في أرجاء الحي بحدثا عن الفضلات، و هو ما صار يشكل هاجسا للسكان خاصة في الليل.
في سياق متصل تعاني مديرية الشبكات المختلفة التي تأخذ على عاتقها المحافظة على نظافة المحيط والإطار البيئي للمدينة، من عمليات الحرق المتعمدة والسرقة التي تطال الحاويات البلاستيكية المخصصة لرمي القمامة والموزعة عبر كافة الأحياء، وقد سجلت ذات المصالح خلال العام الماضي حرق نحو من 230 حاوية، وهو ما دفع بالبلدية إلى رصد غلاف مالي معتبر لاقتناء حاويات حديدية، وبناء أخرى أرضية كي تقضي على مشكل الحرق والسرقة، والهدف منها هو القضاء على المظاهر السلبية التي أصبحت تشوه المنظر الجمالي للمدينة خاصة بالكورنيش وأحياء الواجهة البحرية. حسين دريدح