معاقة ذهنيا تُستغل لتهريب الكوكايين من فرنسا إلى الجزائر
سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أول أمس، عقوبة 6 سنوات سجنا نافذا في حق فتاة تبلغ من العمر 24 سنة، تعاني من مرض عقلي، بعدما تم استغلالها في تهريب مادة الكوكايين من باريس إلى الجزائر عبر مطار عنابة، داخل جهازها التناسلي، كما عاقبت متهمين اثنين بـ 5 سنوات سجنا نافذا، و آخرين موجودين في حالة فرار بفرنسا، بـ 20 سنة سجنا نافذا غيابيا.
و صرح رئيس الجلسة بعد المداولات، أن الفتاة استفادت من ظروف التخفيف، بعد التماس النائب العام في حقها عقوبة 15 سنة سجنا نافذا رفقة باقي المتهمين و المتابعين بجناية استيراد بضاعة محظورة حظرا مطلقا وحيازتها بطريقة غير شرعية وبدون تصريح، واستيرادها قصد البيع في إطار جماعة إجرامية منظمة والمشاركة في جناية الاستيراد.
و تعود وقائع القضية، لتاريخ 28 ديسمبر 2019 عندما تلقت مناوبة أمن دائرة البوني في حدود الساعة الثامنة صباحا، مكالمة من مصالح الجمارك بمطار رابح بيطاط، للتكفل بإجراءات توقيف المتهمة (م.ن) والتي وصلت على متن الرحلة الجوية القادمة من مطار باريس، حيث ولدى إخضاع المعنية للتفتيش عثر بحوزتها وبالضبط في أعضائها الحساسة، على رزمتين ملفوفتين بمادة بلاستيكية، تحتوي على مادة بيضاء صلبة بوزن حوالي 200 غرام، تبيّن أنها «كوكايين» بعد مباشرة فرقة مكافحة المخدرات التحقيق و عرض عينة بوزن 1 غرام للخبرة السريعة.
ولدى سماع المشتبه فيها من قبل شرطة الحدود بالمطار، صرحت بأن المخدرات الصلبة المضبوطة بحوزتها مرسلة من قبل المسمى (ع.ف) وابنة عمتها (ب.ي) المقيمين في باريس، وبحسب الاتفاق الذي جرى بينها و بين سالفة الذكر، فإن هذه الأخيرة سترسل لها رقم هاتف جديد بعد وصولها للتراب الوطني عن طريق تطبيق «الماسنجر»، كما كلفا شخصا آخر تجهل هويته ليتصل بها، ويستلم منها كمية المخدرات.
و لدى مثول المتهمة (م.ن) أمام هيئة محكمة الجنايات، وقفت أمام القاضي في وضعية صحية متدهورة، و كانت تتكلم بصعوبة، حيث أنكرت التهم الموجهة إليها، وصرحت أنها مصابة بإعاقة ذهنية بنسبة 80 بالمائة، وهو ما أثبته الدفاع بالوثائق الطبية، مضيفة أنها كانت تعيش عند والدتها بمحل إقامتها في باريس، إلا أنها في المدة الأخيرة ونتيجة خلاف مع أمها، غادرت المنزل مند حوالي شهر، وأصبحت تعيش مع ابنة عمتها (ب.ي) ورفيقها (ع.ف).
و صرحت المتهمة أنه وخلال إقامتها مع المعنيين، اكتشفت أنهما يتاجران بالمخدرات، أين يقوم (ع.ف) بتوزيعها في الملاهي الليلية، وقد اقترحت عليها (ب.ي) الموجودة في حالة فرار في فرنسا، بنقل المخدرات إلى الجزائر، فرفضت الفكرة بتاتا، لكن بتاريخ الوقائع قامت (ب.ي) بمنحها قرصا مخدرا ونتيجة ظروفها النفسية تناولت القرص، وبعدها أصبحت في حالة غير طبيعية، وحجزت لها للانتقال إلى الجزائر، حيث قامت بوضع كيسين بإحكام في عضوها التناسلي ونقلتها إلى المطار.
و ذكرت (م.ن) أنها و عندما وصلت إلى مطار رابح بيطاط بعنابة، تم توقيفها وتفتيشها أين عثر على مادة الكوكايين، وأثناء وضعها في الحجز تحت النظر، قامت بالتعاون مع أفراد الشرطة، بمنح رقم هاتف المتهمة (ب.م) التي أرادت استلام المخدرات و التي تم توقيفها في المطار، حيث تبين بأنها شقيقة (ب.ي) التي أرسلت الكوكايين من فرنسا، كما كشفت الاتصالات بأن الموقوفة الثانية كانت على اتصال مع شخص آخر، تبين بأنه شقيق المتهم المتواجد في فرنسا.
ولدى استجواب المتهمة (ب.م) صرحت بأن الفتاة المعاقة ذهنيا، قريبتها وهي ابنة خالها، مضيفة أنه بتاريخ الوقائع تلقت اتصالات بالهاتف و بتطبيق «الماسنجر» من شقيقتها (ب.ي) وكذا رفيق أختها، التي أخبرتها أنها قامت بإرسال كمية من المخدرات مع (م.ن) و أن المدعو (ع.ر) شقيق (ع.ف) سيأتي لأخذ كمية المخدرات بعد قيامها هي باستلامها من عند (م.ن)، وبعد الاتفاق على كيفية التسليم، أوقفها أفراد الشرطة، وصرحت بأنها المرة الأولى التي تورطت في هذا العمل، و بأنها كانت تجهل عواقبه.
المتهم (ع.ر) أنكر لدى استجوابه من طرف هيئة المحكمة، التهمة المنسوبة إليه، وصرح أنه يعمل سائق سيارة أجرة وليس له أية علاقة بالمخدرات، كما أنه لم يتلق أي اتصال من شقيقه (ع.ف) المتواجد في فرنسا مند أشهر، مصرحا أنه لا يعرف المتهمة التي عثر بحوزتها على الكوكايين، وليس لديه علم باستلام المخدرات.
حسين دريدح