5 سنــوات سجنــــا لشاب بتهمـــة الانخــراط في تنظيـــم إرهابـــــي
أدانت المحكمة الابتدائية بجنايات قسنطينة، أمس، عشريني يقطن في بلدية بني ياشير بولاية سكيكدة، بعقوبة خمسة سنوات سجنا نافذا، بتهمة الانخراط في تنظيم إرهابي والإشادة بالأعمال الإرهابية.
وتعود وقائع القضية حسب قرار الإحالة، إلى وجود قرائن انخراط المتهم «غ.أ» البالغ من العمر 20 سنة، والذي يعمل كبائع في محل مواد غذائية عامة، في تنظيم إرهابي، مع اعترافه لدى قاضي التحقيق، أنه تشبع بالفكر الإرهابي، ما جعله يبحث عن أشخاص لمساعدته في التنقل إلى سوريا أو العراق للانخراط في صفوف «داعش»، كما صرح بأنه أنشأ حسابا عبر صفحة عبر الفايسبوك، وتواصل مع أفراد من التنظيم الإرهابي، حيث كان يخطط للالتحاق به، كما تم ضبط بعض الصور والفيديوهات والمنشورات التحريضية على الأعمال الإرهابية، فيما ورد في قرار الإحالة أنه شجع عائلته أيضا على الانخراط ضمن نفس الجماعة.
وصرح المتهم «غ.أ» قائلا إنه «بتاريخ 9 مارس 2019، جاءني شخص مجهول للمحل الذي أعمل به، بغية شراء مواد غذائية، وأكد لي أنه استفسر عني بغية توظيفي بمحله في بيع المواد الغذائية العامة، بحكم أني أتلقى راتبا يقدر بمليون و200 سنتيم ووعدني بمضاعفة أجري، وفي اليوم الموالي انتظرني أمام منزلي، بغية إيصالي للعمل، وفي طريقنا إلى هناك وتحديدا بمنطقة رمضان جمال باغتنا رجال الأمن وتم توقيفي لأجد نفسي في قسنطينة بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية»، أما عن اعترافاته السابقة فقد أكد أنه لم يدل بها.
وواجه القاضي المتهم، بأنه صرح لدى الضبطية القضائية، أنه بحث سنة 2015 على فيديوهات للتنظيمات الإرهابية والفكر الجهادي، كما أعجب بشيخين ما جعله يتشبع بتلك الأفكار، وبأنه تعرف على شخص لمساعدته على الالتحاق بإحدى الجماعات التي تضم 80 فردا من مختلف الدول العربية سنة 2018، وواصل الاتصال بصفحة تحت اسم «أيمن المجاهد»، ما مكنه من التعرف على جزائري ينحدر من ولاية الشلف للتوسط له ومساعدته على السفر إلى سوريا أو العراق، حيث منحه مبلغا ماليا، كما صرح سابقا أنه شرع في ممارسة الرياضة من أجل اكتساب لياقة بدنية تسهل مهمته في التنظيم، وبأنه عمل عند الخواص، من أجل جمع مبلغ كاف يخص عائدات السفر، كما دعا عائلته للانخراط أيضا في هذا التنظيم الإرهابي ولكنهم رفضوا، حسب تصريحاته السابقة.
كما أكد القاضي أنه حسب قرار الإحالة، فإن المتهم صرح بأنه تعرف على شخص ليبي يبلغ من العمر 20 سنة وينخرط ضمن تنظيم داعش، ووعده هذا الشاب بمساعدته على السفر إلى سوريا، كما وجدت مصالح الأمن صورا بهاتفه النقال ، ونفى المتهم أن تكون الصور تخصه، كما كذب نشره لمناشير مشجعة على الأعمال الإرهابية، موضحا أن الصفحة لا تخصه وبأنه يملك 3 حسابات أخرى تخصه، ونفى المتهم أن يكون قد تنقل إلى الشلف من أجل تسهيل مهمته في السفر إلى بلد به تنظيم إرهابي، موضحا أنه تنقل في رحلة استجمامية وبحثا عن العمل في نفس الوقت، كما تنقل بعدها إلى العاصمة وهناك منحه شخص مبلغ 2000 دج من أجل العودة إلى سكيكدة بعد أن قضى الليلة في العراء بمحطة الخروبة.
أما والد المتهم «غ.إ»، فأكد أن ابنه معروف بحسن خلقه وسمعته الجيدة لدى الجيران وكل معارفه، مكذبا أن يكون قد عرض عليه وزوجته الانضمام إلى داعش، وهو ما صرحت به والدة المتهم، فيما أكد الدفاع أن موكله لم يقم بأي أفعال تؤكد انخراطه بالجماعات الإرهابية، موضحا أنه لا يوجد أي ركن مادي يثبت تورطه وكل ما في الأمر أنه تمنى، والقانون لا يعاقب على التمني حسبه، كما أضاف أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن الحساب المستعمل يخص موكله، كما تساءل عن عدم القبض عليه منذ 2015، إذا كانت الوقائع صحيحة، كما قال أنه لو كان منخرطا في التنظيم لوفروا له الإقامة في فندق عوض البقاء في العراء، كما أكد أن موكله لم يسبق له إنشاء جواز سفر.
واعتبرت و كيل الجمهورية أن كل الدلائل تثبت تورط المتهم من خلال السفر إلى الشلف ثم العاصمة، وكذا الحسابات عبر الفايسبوك والمناشير التحريضية الممجدة لتنظيم إرهابي، كما أكدت أن عدم التحاق المتهم بداعش، سببه هو وفاة الشاب الليبي، الذي وعده بتسهيل مهمة السفر بعد تكرر اتصالاته به، لتلتمس في حقه عقوبة 20 سنة سجنا.
حاتم/ب