إضراب العمال يكبّد مؤسسة النقل الحضري خسائر بأربعمائة مليون
أفاد أمس المدير العام لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية قسنطينة أن «إضراب» العمال المستمر منذ عشرين يوما قد كلف خسائر بقيمة أربعمائة مليون سنتيم، في حين عاد العمال إلى الاحتجاج يوم أمس متهمين الإدارة بمحاولة فرض العمل عليهم بحافلات معطلة دون إصلاحها وأنها تشكل خطرا عليهم، بالإضافة إلى عدم صب أجورهم.
واحتج العمال طيلة اليوم، حيث ذكروا لنا أن السبب يعود إلى عدم صب أجورهم لشهر فيفري الماضي، كما أوضحوا أنهم معتادون على تلقي الأجور مع نهاية الشهر، في حين نبه محدثونا أن الإدارة حاولت أن تفرض عليهم العمل بحافلات معطلة دون أن تخضعها للتصليح وهو ما يتعارض مع الالتزامات التي أسفرت عنها اجتماعاتهم بها خلال الأيام الأولى من الاحتجاج، حسبهم. وكرر العمال مطلب الحصول على الحافلات الجديدة، مشيرين إلى أن الحافلات القديمة باتت تشكل خطرا عليهم وعلى الركاب.
وأوضح المدير العام للمؤسسة، عبد الحكيم خرشي، في اتصال بالنصر، أن المؤسسة تسير بثمانية حافلات جديدة فقط منذ بداية الحركة الاحتجاجية أي لحوالي عشرين يوما، مضيفا أن رفض السائقين والقابضين للعمل بالحافلات القديمة قد تسبب في خسائر تقارب الأربعمائة مليون سنتيم، حيث أن بعض الحافلات تعمل بمبالغ تقارب اثني عشر ألف دينار يوميا، بينما تدر الأخرى عشرة آلاف دينار أو ثمانية آلاف دينار بحسب كثافة الحركية في الخطوط.
وقال نفس المصدر إنه من غير المعقول أن تدفع المؤسسة أجور عمال كانوا متوقفين عن النشاط ويرفضون العودة إلى العمل، لكنه نبّه أن الإدارة صبت أجور العمال الآخرين الذين لم يتوقفوا، على غرار موظفي الإدارة وأعوان الأمن، كما أشار إلى أنّه جمع العمّال والتّقنيّين أول أمس ووضع لهم برنامجا من أجل استئناف العمل بالحافلات القديمة، التي اعتبرها قابلة للاستغلال بشهادة سجلات المراقبة التقنية التي أخضعت لها على مستوى مؤسسة عمومية. وأضاف المدير أنه دعا المحتجين إلى استئناف النشاط بمجموعة من الحافلات، ومنحهم المهلة إلى نهاية الأسبوع لتصليح الأكثر تعطلا في اجتماع استمر لخمس ساعات ونصف، وتم الاتفاق على الأمر، قبل أن يعلن الفرع النقابي عن رفض استئناف العمل وقرار الاحتجاج.
ويذكر أن الاحتجاج انطلق منذ يوم 16 فيفري الماضي بعدما طالب العمال بالحصول على الحافلات الجديدة، التي نالت منها المؤسسة خمسين حافلة مُركّبة على مستوى الشركة الوطنية للمركبات الصناعية، بينما لم تستلم منها إلى غاية اليوم إلا ثمانية، كما أن العمال اعتبروا الحافلات القديمة صارت خطرا عليهم، ونبهوا في حديثهم معنا بأن طاقة استيعاب حظيرة المؤسسة تقدر بثمان وخمسين حافلة، بينما تسيّر في الواقع بثلاث وعشرين فقط وتوجد البقية على مستوى مرائب الصيانة.
سامي .ح