الوالي يهدد مديرالثقافة بمنعه من دخول الولاية
هدد والي ميلة مدير الثقافة بمنعه من دخول الولاية، إذا استمرت إدارته في تجاهل تجسيد مخطط حماية المدينة القديمة من الإنهيار، و هو المخطط الذي رصدت له السلطات العمومية مبلغ 20 مليار سنتيم.
والي ميلة الذي ظهر عليه الغضب الشديد تأثرا بما آل إليه موقع عين البلد، الذي يشكل معلما تاريخيا وتراثا انسانيا عند زيارته لمكان الواقعة عشية أول أمس ، أمر مدير الثقافة بالولاية من خلال إجراءات عملية، وعن طريق التراضي مع مؤسسات إنجاز مختصة بمباشرة أشغال إعادة بناء الجزء المنهار من هذا المسكن وترميم ما يمكن ترميمه بداية من موقع عين البلد، اعتمادا على توصية مكتب الدراسات قبل نهاية هذا الأسبوع الجاري، مهددا إياه بأنه في حالة تماطل ادارته عن تنفيذ هذه التوصية فانه سيصدر قرارا يمنعه من دخول ولاية ميلة بصورة نهائية.
و تساءل الوالي عن الأسباب التي تجعل إدارة الثقافة تهتم بالصيانة على الورق دون أن تتحول للميدان وتضع مخططات الحفظ المنجزة قيد التطبيق، خاصة في ظل توفر الاعتماد المالي المقدر حاليا ب 20 مليار سنتيم.
واعتبر الوالي أن مديرية الثقافة بسلوكها هذا لا تعط أهمية لأرواح سكان هذه البنايات التي أخذت في الانهيار، مثلما لا تهتم بحماية ذاكرة الأمة الجزائرية ولم تسلم البلدية ورئيسها من هذا الانتقاد اللاذع للوالي الذي كان مرفوقا بترسانة من المديرين التنفيذيين المعنيين بالبناء والعمران وحماية الآثار والمعالم التاريخية .الزيارة تأتي عقب الوقفة الاحتجاجية التي نادت بها جمعية أصدقاء ميلة والتي تركت صدى اعلاميا كبيرا، وقد أمر المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالتكفل بإسكان العائلة التي تقطن حاليا بهذا المسكن الذي انهار جزء منه والمشكلة من الوالدين وأربعة ابناء.
و تعد عين البلد من العيون المنجزة خلال الحقبة الرومانية بالجزائر كما تعتبر من العيون القليلة في العالم التي لا زالت مياهها العذبة متدفقة لحد الساعة.
فيما قدر مدير الثقافة عدد البنايات والسكنات المهددة بالانهيار والتي تتطلب التدخل الاستعجالي في مدينة ميلة القديمة بأنها في حدود 65 بناية.
إبراهيم شليغم