شهدت مدينة الشريعة 47 كلم غرب تبسة يوم أمس موجة من الغضب، أين قام العشرات من المواطنين بقطع الطريق الوطني رقم 83 الرابط بين الشريعة و خنشلة والطريق الولائي رقم 1 الرابط بين بلديتي الشريعة وثليجان فضلا على طرق فرعية بالمدينة، تنديدا بالوضعية التي وصفوها بالكارثية التي يعيشونها بسبب جفاف حنفياتهم من المياه الصالحة للشرب، ولاسيما في قرية مخلوفي. بينما قامت الجزائرية للمياه بالتخفي في صورة فريق صحفي تلفزيوني و قام أعوانها بتصوير المحتجين ، الذين تفطنوا إلى الهوية الحقيقية للفريق التلفزيوني و قاموا بالاعتداء على المصور و مرافقه و تقديمهما لمصالح الأمن.
و قال المحتجون أنهم يضطرون إلى شراء المياه المعدنية لاستعمالها حتى في دورات المياه ، و صبوا غضبهم على مؤسسة الجزائرية للمياه بالشريعة، قائلين إنهم يعانون الأمرين بعيدا عن أعين السلطات التي تجاهلت مطلبهم في تزويدهم بالماء الشروب الذي أصبح الهاجس الأكبر الذي يؤرق سكان البلدية بأكملها.
فيما اشتكى آخرون من تكاليف الصهاريج التي أثقلت كاهلهم خاصة وأنهم محدودو الدخل و استعمال مياهها يقتصر على الأشغال المنزلية، فيما يضطرون لاقتناء قارورات المياه المعدنية التي اتخذ منها بعض التجار فرصة لزيادة الربح أمام كثرة الطلب عليها، مؤكدين أن عائلات أخرى لا تستطيع اقتناءها لتجد نفسها أمام رحلة البحث عن الماء في المنابع ، والتي جف أغلبها.
فضلا عن نقص مياه الشرب أثار السكان الذين أغلقوا الطريق جملة من المشاكل و تحدثوا عن حالة الطريق غير الصالحة للسير وغياب التهيئة العمرانية بالحي و انتشار الناموس والحشرات الضارة وانتشار القمامة والحشائش الضارة التي أدت إلى انتشار الزواحف خاصة العقارب والثعابين بالحي.
المحتجّون استعملوا جذوع الأشجار والحجارة والعجلات المطاطية والمتاريس في قطع الطرقات، معبرين عن تذمرهم من وضعهم الحالي و مطالبين بوضع حل نهائي لمشكلتهم.
وقد أدت هذه الاحتجاجات إلى عرقلة حركة السير من وإلى مدينة الشريعة والبلديات المجاورة ، واضطر سائقو المركبات بما فيها حافلات النقل الجماعي للتوقف عن العمل، فيما اضطر البعض الآخر إلى سلوك بعض الطرقات الفرعية و المسالك الريفية والترابية.
وفي الوقت الذي غاب فيه المسؤولون عن موقع الاحتجاج تفاجأ المواطنون بسيارة قيل في بداية الأمر أنها تابعة لإحدى القنوات الفضائية الخاصة، ليتبين فيما بعد ذلك أنها تابعة للجزائرية للمياه كانت تقوم بتصوير المحتجين بهدف امتصاص غضبهم باسم الصحافة ليتم القبض على المصور ومرافقه اللذين تم الاعتداء عليهما من طرف المحتجين وتحويلهما إلى مصالح الأمن للتحقيق.
ع.نصيب