انطلقت مؤسسة الردم التقني بعنابة، في انجاز موقع جديد لردم النفايات المنزلية، على مستوى المفرغة العمومية الكائنة بالبركة الزرقاء في بلدية البوني، التي شملتها عملية توسيع وانجاز خندق ضخم لاستيعاب النفايات، بعد تشبع الموقع القديم واتخاذ إجراءات من أجل غلقه.
وقد وقف والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أول أمس، على سير وتيرة الأشغال وأسدى تعليمات بإتمام الأشغال المتبقية للخندق الجديد، لوضعه حيز الخدمة قريبا، لإيجاد مكان بديل للتخلص من النفايات والتسيير الحسن لها. وجاء مشروع توسعة مركز الردم التقني بالبركة الزرقاء، استجابة لمطالب السلطات المحلية لحل أزمة تسيير النفايات، حيث وافقت وزارة البيئة والطاقات المتجددة، على منح إعانة مالية لإنشاء مركز جديد، كون الولاية تواجه أزمة حقيقية في التخلص من النفايات المنزلية، بعد أن تشبعت جميع المفارغ العمومية وأصبح لا يوجد مكان لرمي مئات الأطنان التي ترفع عبر كامل بلديات الولاية، خاصة الكبرى منها، على غرار عنابة، البوني، سيدي عمار، الحجار، برحال وكذا المدينة الجديدة ذراع الريش، التي تصب كلها في مفرغتي برحال وكذا الموقع القديم البركة الزرقاء بالبوني. وعملت مصالح مديرية البيئة بالتنسيق مع السلطات المحلية، على معاينة عدة مواقع مقترحة لاختيار أرضية لاحتضان مشروع انجاز مركز الردم التقني الجديد بالولاية، نظرا لتشبع المركز القديم، منها أرضية واقعة في منطقة ذراع الريش. وحسب مصالح الولاية وبعد التشاور وإبداء الٱراء، تم التخلي عن أرضية ذراع الريش، بسبب كثرة العوائق التقنية التي يستحيل بها انجاز مركز الردم التقني حسب الخبراء والمختصين. وفي سياق متصل، منحت مصالح ولاية عنابة، إعانة مالية لتهيئة مدخل مركز الردم التقني بالبركة الزرقاء، بهدف تسهيل الحركة بداخله. وسبق إعداد تقرير حول الوضعية الكارثية للمفرغة القديمة، حيث تم تسجيل انهيار الجدار الخارجي من عدة جهات ودخول الأبقار وغيرها من الحيوانات، كما أن مستودع الفرز غير مستغل والآليات معطلة دون القيام بإصلاحها أو بيعها في المزاد العلني وعلى إثر التقصير المسجل، قام الوالي بإنهاء مهام مدير مؤسسة مركز الردم التقني السابق. وأوقفت مصالح مديرية البيئة، تدفق النفايات نحو مفرغة الكاليتوسة ببلدية برحال، التي تبعد عن عاصمة الولاية بـ 27 كلم، بسبب بعد المسافة وطول مدة تفريغ أطنان من النفايات يوميا. من جهة أخرى، تدخلت مصالح الولاية عدة مرات، لوقف حرق النفايات على مستوى مركز العبور الذي تستغله مؤسسة عنابة نظيفة على مستوى مصنع الخشب سابقا، بسبب احتجاج سكان الأحياء المجاورة، على الدخان الكثيف المتصاعد من القمامة المنزلية وكذا الروائح الكريهة. من جهته دعا رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، علي حليمي، في تصريح للنصر، لتشجيع الاستثمار في رسكلة النفايات وإعادة النظر في الخطة المتبعة في هذا الجانب، مع وجود مشروع وطني وقوانين أقرتها الدولة لخلق مؤسسات مختصة في إعادة رسكلة النفايات بأنواعها، حيث يوجد عجز فادح في المؤسسات المختصة في استرجاع ورسكلة النفايات بعنابة، على غرار باقي الولايات، حيث تضيع أموال كبيرة جراء التخلص من النفايات بدل رسكلتها، ما يُخلف أضرارا على البيئة، مشيرا إلى وجود إمكانية تحويل آلاف الأطنان من النفايات إلى الخارج وتحقيق عائدات مالية جراء بيعها، في ظل نقص المؤسسات المختصة في الجزائر. وفي السياق، توجد بعض المؤسسات المتخصصة في جمع مادتي الكرتون والبلاستيك، غير أن نشاطها اصطدم في فترة سابقة بعدم ترخيص بلدية عنابة للمتعاملين وسحب الترخيص من البعض ومنحها لأشخاص آخرين، حيث تم اللجوء لتقديم تظلمات أمام الجهات المختصة، في انتظار تنظيم هذا النشاط بما يعود بالفائدة على الجميع. حسين دريدح
