شهدت عاصمة الكورنيش الجيجلي خلال الساعات القليلة الماضية، إقبالا كبيرا لزوار من خارج الولاية، و كذا انتعاشا عبر مختلف الفضاءات المفتوحة على غرار الواجهات البحرية و الشواطئ الصخرية، ما جعل مصالح الدرك الوطني تتدخل لمنع السباحة في الشواطئ الصخرية.
المار عبر الطرق الرئيسية بالولاية يشاهد توافدا كبيرا للزوار، بدليل أرقام السيارات المختلفة و لهجات العديد من زبائن المحلات، فخلال جولة استطلاعية عبر الواجهة البحرية بومارشي، لاحظنا توافدا كبيرا للمتنزهين والباحثين عن الراحة في الفترة المسائية خصوصا، قادمين من ولايات شرقية على غرار سطيف، قسنطينة، برج بوعريرج و باتنة و بسكرة.
وكانت العائلات تملأ المكان، بينما اجتمع شباب حول طاولة “الديمينو”، وكان القلة يضعون الكمامات، وسط تهافت على شراء المثلجات و البيتزا من المحلات المجاورة للواجهة، أين وجد أصحاب المحلات صعوبة في إقناع الزبائن بضرورة احترام مسافة التباعد ولبس الكمامة، حيث قال أحدهم” أجد صعوبة في التحكم في الزبائن، خصوصا عندما يكون الأطفال الصغار حاضرين، إذ يلعبون أو يخرقون الصف و إجراءات الوقاية، كما يصعب علي إقناع بعض الزبائن، خصوصا الذين لا يؤمنون بوجود فيروس كورونا و أتشاجر معهم يوميا”، وأضاف البائع “فئة الشباب القلة القليلة منهم من يحترمون الإجراءات، و هو المشهد السائد غالبا، إذ أتأسف لغياب الوعي في الوسط الشباني”.
الشواطئ الصخرية ممتلئة عن آخرها
عند مواصلتنا السير، شاهدنا تحكما كبيرا للأجهزة الأمنية عبر الشواطئ المخصصة للسباحة، حيث بدت خالية، لكن عبر الشواطئ الصخرية و الواجهات، وجدنا عددا معتبرا من السيارات، من بينها نسبة كبيرة من سيارات تحمل ترقيم من خارج الولاية، و قد تبين بأن معظمها تضم شبابا قادمين من ولايتي سطيف و برج بوعريرج، يفضلون القدوم لجيجل لقربها، كما أن الشواطئ الصخرية تعتبر ملاذهم، خصوصا بعد منع السباحة عبر تلك الرملية و تضييق الخناق من قبل الأجهزة الأمنية على مستواها.
وذكر محمد الذي وجدناه بمنطقة “الكاريار”، بأنه قدم من ولاية سطيف رفقة أصدقائه، و قد اغتنم فرصة السباحة، عندما وجد سيارات تحمل ترقيم ولاية جيجل مركونة، ما جعله يطمئن، وهو نفس الجواب الذي وجدناه عند العديد من الشباب القادمين من الولايات المجاورة، معتقدين بأن السباحة في الشواطئ الصخرية غير ممنوعة.
و قال أحمد القادم من برج بوعريرج “كنت في زيارة خفيفة رفقة أصدقائي نحو الكورنيش الجيجلي، و عندما وجدنا سيارات تحمل ترقيم جيجل مركونة بجانب الشاطئ الصخري، ظننا بأن السباحة مسموح بها، و بما أننا ضيوف بالولاية، فنحاول تتبع تقاليدها و ما هو موجود”، و قد أوضح بعض سكان جيجل، بأن العديد من زوار الكورنيش الجيجلي، يتبعون نفس تصرفات أبناء الولاية، فمن الطبيعي أن ينزلوا للسباحة في الشواطئ الصخرية، عندما يجدون أبناء الولاية يسبحون، حسب تعبيرهم.
و لدى مرورنا عبر الكورنيش الجيجلي، وجدنا عددا كبيرا من السيارات المركونة في كل زاوية، و بالرغم من ضيق الطريق الوطني رقم 43 بالجهة الغربية، إلا أن المركبات كانت تملأ الفضاء، وتحمل ترقيم ولايات الجزائر العاصمة، جيجل، بجاية، سطيف و ميلة، كما كانت مصالح الدرك الوطني متواجدة و بدأت عملها، حيث طلبت من الزوار الخروج من البحر و الابتعاد عن الصخور، و قد تبين من خلال حديثنا مع أحد أفراد الدرك، بأنهم يقومون بإخراج الشباب و منعهم من السباحة تطبيقا لتعليمات السلطات الإدارية وفي إطار مواجهة جائحة كورونا و منع التجمعات المختلفة، وهي مشاهد تتكرر على طول الكورنيش الجيجلي.
و قد أشار صاحب محل لبيع المواد الغذائية بمنطقة “أفتيس”، إلى أن حركة السير انتعشت لدرجة كبيرة، بدليل عدد الزبائن من مختلف الولايات الذين يزورونه يوميا، أو من خلال تنقل السيارات، مضيفا أن عددا معتبر من العائلات جاءت من خارج الولاية لقضاء أيام من الراحة في المناطق الجبلية، أو للتمتع بنسيم البحر.
و لاحظنا عند كل حاجز ثابت اكتظاظا في حركة السير، خصوصا في الفترة المسائية و مع أذان صلاة المغرب، إذ تعود مئات السيارات أدراجها باتجاه مدينة جيجل، وقد وقفنا على ازدحام السير، بالحاجز الثابت بالمدخل الغربي لمدينة جيجل “البرقوقة”، و كان الازدحام شبيها بذلك الذي نشاهده خلال موسم الاصطياف.
كـ. طويل