اشتعلت مواقد الغاز الطبيعي بمنازل قرية قصر العازب، الواقعة ببلدية عين رقادة غربي قالمة، معلنة عن نهاية أزمة طويلة مع قارورات الغاز و الشتاء القطبي الطويل، بواحدة من أشد الأقاليم الجبلية برودة و أكثرها حرمانا و عزلة بسهل الجنوب الكبير.
الغاز الطبيعي يشتعل بقرية قصر العازب بقالمة
و قد شغل والي قالمة، كمال عبلة، يوم الخميس، شبكة الغاز الطبيعي بأكثر من 600 منزل بقصر العازب، مؤكدا على أن برنامج تنمية المنطقة سيتواصل و لن يتوقف، حيث ينتظر انطلاق المزيد من المشاريع بينها فك العزلة و مياه الشرب و التهيئة الحضرية و دعم برامج التجديد الريفي لإنشاء مناصب العمل و تحسين معيشة السكان.
و ظل الغاز الطبيعي في مقدمة الانشغالات المطروحة من طرف السكان في السنوات الأخيرة، حيث تفاقمت المعاناة مع الوقود و أصبحت القارورات غير قادرة على تلبية الطلب المتزايد و خاصة في فصل الشتاء، عندما تطبق الثلوج على مرتفعات عين رقادة و تقطع منافذ الإمداد.
و تعد قرية قصر العازب، واحدة من أكبر القرى الريفية جنوب قالمة و يعتمد سكانها على الزراعات البسيطة و تربية المواشي و الدواجن و تجارة محدودة لضمان مصادر العيش، لكن عزلة المنطقة و نقص الخدمات، حال دون تطور قصر العازب و استقرار سكانها و مع مرور السنوات، زادت الكثافة السكانية و زادت معها حاجة الناس إلى السكن و العمل و مرافق الصحة و التعليم و الكهرباء و الغاز و مياه الشرب، التي تبقى من بين أكبر المشاكل المطروحة بقصر العازب، في انتظار مشروع قناة سد بوحمدان التي يعول عليها كثيرا للقضاء على رواق العطش بسهل الجنوب الكبير.
و ببلدية رقادة دائما، شغل والي قالمة شبكة الكهرباء الريفية بالتجمع الريفي الجديد الشناقر المحاذي للمنطقة الصناعية الكبرى حجر مركب، التي يعول عليها سكان المنطقة و ولاية قالمة كلها، لبعث الاقتصاد المحلي المتعثر و إنشاء الآلاف من مناصب العمل لسكان عين رقادة و كل البلديات المجاورة.
و قد حققت ولاية قالمة، تطورا مشجعا في مجال فك العزلة و الربط بشبكتي الغاز الطبيعي و الكهرباء و أصبحت كل القرى و حتى المشاتي النائية، مرتبطة بالطرقات المعبدة و بالكهرباء و الغاز، في تحول واعد لتحريك الاقتصاد الريفي و إحداث هجرة عكسية نحو الأقاليم الجبلية التي تعرضت لنزيف ديموغرافي حاد عقب تردي الأوضاع الأمنية منتصف التسعينات.
فريد.غ