سلطت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما متفاوتة في حق مجموعة أشرار، اقتحم أفرادها منزل تاجر عملة وسط مدينة عين مليلة و اعتدوا على أفراد عائلته بالضرب ثم استولوا على مبلغ مالي معتبر قدر بـ 1 مليار و280 مليون سنتيم.
حيث قضت هيئة المحكمة بمعاقبة كلا من (ش.م) 23 سنة و(ق.س.د) 29 سنة و(س.س.د) 25 سنة بـ 6 سنوات سجنا نافذا و غرامة مالية قدرها 230 مليون سنتيم تعويضا للأطراف المدنية، مع تبرئة ساحة كل من المتهمين (ك.ع.ا) 26 سنة و(ب.ب) 27 سنة و(ع.أ) 25 سنة الذين كانوا تحت الرقابة القضائية.
و توبع المتهمون الستة بجرم جناية تكوين جمعية أشرار و السرقة مع حمل سلاح ظاهر و جنحتي التخريب العمدي لملك الغير و الضرب والجرح العمدي باستعمال سلاح، فيما التمس ممثل النيابة العامة، توقيع عقوبة السجن المؤبد لجميع المتهمين.
القضية ترجع لليلة السادس و العشرين من شهر فيفري من السنة الماضية، عندما تعرض منزل الضحية تاجر العملة المدعو (س.عبد العزيز) بحي أول نوفمبر وسط مدينة عين مليلة، لاقتحام من طرف مجموعة شبانية، يضع أفرادها أقنعة تخفي ملامح وجوههم و اعتدوا على صاحب المنزل و أبنائه بالضرب المبرح، مستعملين أسلحة بيضاء، مع التهديد بالأسلحة النارية و كذا استعمالهم لمسدس كهربائي، الأمر الذي خلف إصابة صاحب المنزل و أبنائه بجروح متفاوتة الخطورة، منحوا بعدها عجزا عن العمل تراوح بين 7 أيام و 12 يوما، في الوقت الذي قام فيه المعتدون و المقدر عددهم بنحو 11 ملثما، بالسطو على كيس بلاستيكي به مبلغ مالي إجمالي قدر بنحو 1 مليار و280 مليون سنتيم، و تعرف الضحية على المتهم (ق.س.د) الذي ظهرت ملامح وجهه بعد أن دخل في مناوشات مع ابنه (س.مولود)، ليتقدم الضحية صاحب السكن بشكوى أمام عناصر أمن الدائرة، ضد المتهم الذي نجح أحد الأبناء في نزع اللثام عن وجهه، رفقة شركائه المجهولين، مع توجيه شكوكهم للمتهم (س.س.د) الذي يقربهم و الذي دخل في خلاف سابق مع الابن (س.مولود) بسبب دين قيمته 49 مليون سنتيم و الذي تسبب في شجار عنيف بين الطرفين، بعد فشل جميع مساعي الصلح، أدين خلاله الضحية في القضية (س.مولود) أمام محكمة الجنح، بعقوبة 6 أشهر حبسا نافذا و هو الشجار الذي أطلق فيه أحد أفراد عائلة الضحايا في هذه القضية، عيارا ناريا لفك الشجار.
و هي الطلقة النارية التي دفعت المتهمين المدانين في القضية، لمحاولة الثأر من عائلة (س.مولود)، بتوجههم على الساعة الثانية ليلا إلى منزل الأخير و اقتحامه مستعملين أسلحة نارية و أسلحة بيضاء، بينها مطرقة و نازع مسامير و كذا مسدس كهربائي، محاولين البحث عن السلاح الناري الذي قامت الشرطة بسحبه من عائلة صاحب السكن، بأمر من النيابة العامة و أمام عدم عثور المتهمين على بندقية الصيد، قاموا بالاستيلاء على المبلغ المالي الذي هو ثمرة عمل الضحية في بيع العملة الصعبة و تجارة أبنائه في مجال قطع الغيار و لواحق السيارات.
الضحايا و عند تعرفهم على ملاح أحد المعتدين، ولجوا لحساب على منصة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» يرجع للمتهم (س.س.د) و دققوا في صور فوتوغرافية له و لأصدقائه، ليتعرفوا على ملامح عدد من الشبان الذين اقتحموا السكن و استولوا على المبلغ المالي و هم الذين نجحت الشرطة في توقيفهم و تقديمهم أمام الجهات القضائية التي تابعتهم بجناية.
و أكد الضحايا، أمس، تعرفهم على المتهمين الرئيسيين، في الوقت الذي أكد الوالد (س.ع.ع) على أن المتهم الأخير (ع.أ) ليس هو الذي في الصورة الفوتوغرافية المقدمة لعناصر الأمن و عاود الضحايا سرد ما حصل لهم في الاعتداء العنيف الذي راحوا ضحيته، في الوقت الذي أنكر جميع المتهمين تورطهم في الاعتداء.
و عن رصد سجل المكالمات الهاتفية لهواتفهم في الحيز الجغرافي نفسه الذي يقطن به الضحايا، أكد المتهمون على أنهم يقطنون بحي قواجلية رابح «توفيل» المجاور للحي السكني الذي يقطن به الضحايا.
أحمد ذيب