اقترحت مديرية الصحة و السكان لولاية تبسة، على السلطات الولائية، فرض حجر جزئي على 6 بلديات من مجموع 28 بالولاية، في خطوة تؤكد على أن الوضعية الوبائية بهذه الولاية، باتت خطيرة و تتطلب إجراءات جديدة .
جاء ذلك في أعقاب مناقشة تقرير مفصل حول نشاط قطاع الصحة في الجائحة، عرض خلال دورة المجلس الشعبي الولائي التي انعقدت يومي، الأربعاء و الخميس الماضيين، حيث تضمن المقترح الصحي، فرض حجر جزئي على 6 بلديات، بداية من منتصف النهار إلى الخامسة صباحا، على أن يشرع في تطبيقه مع حلول عيد الأضحى و يستمر لمدة أسبوعين، مع إمكانية تجديد مدة الحجر.
و بررت الإدارة المعنية لجوءها لهذا الخيار، بالوضعية الوبائية التي تشهدها تلك البلديات و بالأخص بلديات: تبسة، بئر العاتر، الشريعة، الونزة، العوينات و العقلة، في حين يراهن قطاع الصحة على الحجر الجزئي الذي بإمكانه إنقاذ ما يمكن إنقاذه، غير أن نجاحه مرتبط بوعي المواطن و بالمنع الفعلي للتجمعات و الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية.
و من المنتظر أن تدرس السلطات الولائية مقترح مديرية الصحة في هذا المجال و كذا الآثار الجانبية للحجر على بعض المواطنين و على الأنشطة المختلفة، قبل الخروج بقرار نهائي في هذا الشأن.
1300 إصابة مؤكدة مخبريا و محتملة سريريا و شعاعيا
ذكرت ممثلة مديرية الصحة و السكان، جمعة جباري، أن مصالحها سجلت أكثر من 1300 إصابة بفيروس كورونا، منها 873 حالة مؤكدة مخبريا و75 حالة عن طريق السكانير، مع تسجيل وفاة 41 حالة بعد التحليل المخبري، نصفهم في الأسابيع الأخيرة، في حين تماثل 1027 شخصا للشفاء، منذ بداية الجائحة منتصف شهر أفريل و إلى غاية 18 جويلية 2020، في الوقت الذي أخذت فيه عينات 2285 شخصا، تبين إيجابية 814 منهم، و مازالت 650 عينة أخرى في انتظار النتائج، من معهد باستور بقسنطينة.
ممثلة مديرية الصحة، بررت طلب فرض حجر جزئي، بتفادي تكرار مخلفات عيد الفطر الأخير و ما بعد رفع الحجر عن الولاية سابقا، أين زادت الحالات و تضاعفت بأغلب البلديات، الأمر الذي جعل الولاية تتسلق سلم الترتيب و تتجاوز تلك المسجلة بعدة ولايات، رغم أن هذه الجائحة وصلتها متأخرة، مقارنة بعدة ولايات أخرى.
كما يخشى المتابعون للشأن الصحي، عدم امتثال أكثر من 1353 شخصا بالحجر الصحي المنزلي و تجاهلهم للتدابير الوقائية التي تحول دون الانتصار على الوباء، و بحسب مديرية الصحة، فإن الوضعية الوبائية مقلقة للغاية و تتطلب وعيا جماعيا و فرديا، بعدما دلت التحقيقات الوبائية و المتابعات، على أن أغلب الإصابات، التقطت في التجمعات و الأفراح و الأعراس و الجنازات و يراهن قطاع الصحة على هذا الإجراء الذي بإمكانه إنقاذ ما يمكن إنقاذه، غير أن نجاحه مرتبط بوعي المواطن و بالمنع الفعلي للتجمعات و الأعراس و الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية و التباعد و من المنتظر أن تدرس السلطات الولائية مقترح مديرية الصحة في هذا المجال و كذا الآثار الجانبية للحجر على بعض المواطنين و الأنشطة المختلفة.
السلطات تقر بخطورة الوضع الصحي
من جهته والي تبسة مولاتي عطا الله، أقر بخطورة الوضع الصحّي، حاثا المواطنين على ضرورة التحليّ بالمزيد من الوعي و التقيّد بإجراءات السّلامة الصحيّة، كاشفا في سياق تدخله، عن تخصيص مبلغ مالي يفوق 1 مليار و 180 مليون سنتيم، لاقتناء مولد الأكسجين الصحيّ « جينيراتور « و تثبيته بالمستشفى المرجعي لبكّارية، للمساهمة في توفير هذه المادّة الحيويّة للحالات الحرجة.
و سبق للمسؤول ذاته، أن استعرض بالأرقام حصيلة نشاطات مصالح أمن الولاية في ظل هذه الجائحة، حيث خالف 7314 شخصا لتدابير الحجر المنزلي، حسب إحصائيات مصالح أمن الولاية، التي أكدت في سياق آخر، على عدم ارتداء 3709 أشخاص للكمامة، فضلا عن وضع 2500 مركبة داخل المحاشر البلدية، ناهيك عن تسجيل 137 مخالفة تتعلق بعدم احترام التباعد و اقتراح غلق 107 محللات تجارية لمخالفة أصحابها للتدابير الوقائية.
و أشاد والي الولاية، بجهود الجيش الأبيض في التصدي لهذا الوباء، علما بأن الإحصائيات الرسمية، تؤكد إصابة 35 من عناصره بالفيروس و الاشتباه في إصابة 63 آخرين.
للتذكير، تتصدر بلدية تبسة، قائمة البلديات الأكثر تضررا من هذا الفيروس و ذلك بتسجيلها و بصفة مؤقتة لـ 429 حالة إصابة مؤكدة مخبريا و25 مثبتة عن طريق جهاز السكانير و272 حالة أخرى مشتبهة، فيما بلغت بلدية الشريعة 72 حالة مؤكدة مخبريا و4 مثبتة عن طريق جهاز السكانير، ناهيك عن وجود 40 حالة مشتبهة، مع وضع 155 شخصا تحت الحجر الصحي المنزلي و حسب ممثلة مديرية الصحة، فإن بلدية بئر العاتر، سجلت 58 شخصا مصابا أكدتها التحاليل و 6 بالسكانير، فضلا عن تسجيل 26 حالة اشتباه و وضع 306 أشخاص رهن الحجر الصحي المنزلي.
و ببلدية الونزة، تم إحصاء 55 حالة مخبريا و بالسكانير و 26 حالة اشتباه و خضوع 134 للحجر الصحي المنزلي و لا تبتعد أرقام بلدية عين الزرقاء عن سابقتها، حيث سجلت لحد الآن 48 حالة مؤكدة و 13 حالة مشتبهة، فيما وضع 87 آخر تحت الحجر، أما ببلدية العقلة، فقد بلغ عدد المصابين 21 و وضع 76 آخر تحت الحجر الصحي المنزلي.
تخفيف الضغط على المصلحة المرجعية ببكارية
اتخذت مديرية الصحة و السكان بعض الإجراءات، لتخفيف الضغط على المصلحة المرجعية المخصصة في بداية الأمر لمرضى كوفيد 19 بمستشفى بوقرة بولعراس ببكارية، بحيث تم استحداث نقاط معالجة بالدوائر الكبرى للولاية و خاصة بدوائر الشريعة و الونزة و بئر العاتر و العوينات، كما افتتح مركز بالعيادة متعددة الخدمات 4 مارس بمدينة تبسة، بعد تعزيزها بالإطارين المادي و البشري، بحيث تستقبل في هذا المركز حالات الاستشفاء المنزلي لمتابعة تطور حالتهم الصحية و كذا استقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا و هذه التدابير تأتي في إطار تخفيف الضغط على الجهاز الطبي و شبه الطبي و خاصة بالمصلحة المرجعية في بكارية و التقليل من تنقلهم إليها و تخفيف الضغط على هذه المصلحة، التي تحملت أعباء مواجهة كوفيد 19 لعدة أشهر.
و كثيرا ما وجه الأطباء و شبه الطبيين دعوات للمواطنين للالتزام بإجراءات التباعد، لحماية أنفسهم و عائلاتهم و تخفيف ضغط العمل عنهم، في الوقت الذي فضل عدد من الأئمة الخروج للشارع و تحسيس المواطنين بأهمية التباعد و ارتداء الكمامة و التقليل من الخروج إلا للضرورة.
الجموعي ساكر