أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة، أول أمس، المسمى (ع.ز) 31 سنة، بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، راحت ضحيتها طليقته التي تعمل شرطية (ش.غ.م.ت) و عاقبته غيابيا بالإعدام و نفس الحكم التمسه النائب العام الذي أكد في مرافعته أن التهمة قائمة في حق المتهم.
حيثيات القضية تعود 21 أفريل 2019، عندما تقدم المسمى (س.م) في حدود 2و59 دقيقة صباحا إلى مكتب المناوبة للضبطية القضائية، مرددا عبارة (سارعوا ممكن يكون قد قتلها، ممكن تلحقوا عليها على قيد الحياة، قد تمسكون به قبل أن يهرب، اتصلت بها بعد أن أنزلتها من السيارة لكنها لا ترد).
و تبين من خلال تصريحات المعني، أنه تقدم للتبليغ عن احتمال تعرض صديقته لمكروه، بعدما أوصلها إلى شقتها بحي محمد ناموس في حدود الثانية و النصف صباحا، بعدما كانت تتجول معه بالمدينة على متن سيارته و يتعلق الأمر بالمسماة (ش.غ.م.ت) تعمل شرطية، حيث و بعد نزولها أمام العمارة و توجهها إلى شقتها، بقي داخل السيارة ينتظر اتصالها الهاتفي كإشارة دخولها إلى المنزل، لكنها لم تتصل.
و أضاف المعني، بأنه لما اتصل بها وجد هاتفها مغلقا، فتوجه جهة الشرفة أين اعتاد تلقي إشارتها اليدوية لكن بدون جدوى، فشاهد حينها الضوء مشتعلا مع رؤية خيال متحرك خلف الستار، فترجل إلى باب الشقة، فسمع ضجيجا بالداخل، فقام بالطرق و المناداة دون تلقي رد، قبل أن ينتبه للمفتاح في القفل، فحاول فتح الباب لكن لم يفتح.
و حينها سمع صوت ارتطام جهة الشرفة، فشاهد الشباك مفتوحا مع تدلي الستار في شكل حبل، فأنتابه حينها شك بحدوث مكروه لصديقته، موجها شكوكه لطليقها (ع.ز) في إلحاق الأذى بها و فراره بسيارته كون صديقته سبق و أن أخبرته بوجود خلافات حادة معه و خوفها منه بعد أن هددها بالتصفية الجسدية.
و كشفت تحقيقات الضبطية القضائية، أن أسباب الجريمة تعود إلى عدم تقبل الجاني الذي يعمل ملازما أول بالأمن الولائي في تمنراست، خلع زوجته له، فقام بالانتقام منها بحرق سيارتها ثم قتلها و لهذا الغرض تنقل من تمنراست إلى سكيكدة أياما قبل مثوله للتحقيق في قضية حرقه للسيارة، حيث أقام بالفندق لعدة أيام و قام بالتخطيط لارتكاب جريمته، من خلال أخذ ابنه من طليقته و قام بإرساله مع شقيقه إلى بيتهم بسوق أهراس.
و قبل ليلة من ارتكابه للجريمة، قام بإجراء 88 مكالمة مع طليقته، ثم انتظر عودتها من جولة مع صديقها و باغتها بمنزلها من الخلف بطعنات، ثم قام بسحبها إلى داخل الشقة و واصل ارتكاب جريمته بطريقة بشعة، موجها لها عدة طعنات في أنحاء مختلفة من الجسم، ثم لاذ بالفرار من شرفة المنزل و تخلص من شريحة هاتفه حتى لا يترك أي أثر لتحركاته و مكان تواجده، في حين توصلت تحقيقات، إلى أن الجاني يكون قد فر إلى تونس بطريقة غير شرعية و بتفتيش غرفته بالفندق، عثر على أقراص مهلوسة من نوع كييتيل.
كما بينت عملية تشريح الطبيب الشرعي للجثة، أن أسباب الوفاة تعود إلى نزيف دموي حاد خارجي و داخلي، سببه الجروح الناجمة عن الطعنات.
و أثناء المحاكمة، صرح كل من الأم الأب و هما شرطيان متقاعدان، بأن الضحية كانت تعاني من مشاكل و خلافات مع زوجها الذي لم يتوان في إلحاق الأذى بها و الاستيلاء على راتبها و الاعتداء عليها و تهديدها بالموت و حتى ممارسة الشعوذة تجاهها.
مضيفين بأن الفقيدة عاشت مع زوجها الجاني في تمنراست حياة من الجحيم، حيث كان يتركها بمفردها في ظروف مزرية و يغيب عنها لأيام، بعد أن يستولي على راتبها و نفس التصريحات ذهبت إليها شقيقتها.
كمال واسطة