عقدت السلطات الولائية بباتنة، أمس، اجتماعا استعجاليا لدراسة موضوع تخصيص مقبرة جديدة، بعد تشبّع المقبرة المركزية الوحيدة لدفن الموتى ببوزوران و كذا بعد اعتراض مواطنين و جمعيات من المجتمع المدني على الموقع الغابي الذي تم تخصيصه قبل أيام، لدفن ضحايا فيروس كورونا المستجد.
و كانت البلدية قد اصطدمت للمرة الثانية باعتراض مواطنين في منطقة عزاب، على تخصيص مقبرة قرب سكناتهم، قبل أن يتم الاتفاق على تخصيص مساحة بـ 35 هكتارا، تبرع بها محسنان اثنان قبل خمس سنوات بعزاب، لتخصيصها مقبرة لدفن الموتى.
كما كانت بلدية باتنة، قد لجأت لتسييج الأرضية التي خصصت لدفن الموتى ضحايا فيروس كوفيد 19 بالقطعة الأرضية التي تبرع بها أحد المحسنين و تقرر وقف الدفن بها على خلفية رفض مواطنين للدفن بتلك المنطقة، ليس ببعيد عن المقبرة المركزية ببوزوران، حيث اعترض رئيس جمعية على الدفن بالمنطقة، خشية تحلل الجثث بجوار منبع و خزان مائي لتموين الساكنة بالمياه و تخوف ممثلون للمجتمع المدني من افتراس جثث الموتى من الحيوانات المفترسة، كون المنطقة غابية و معزولة و هو ما جعل البلدية تقوم بتسييج حوالي 30 قبرا بالمنطقة و تقرر وقف الدفن بها.
و في ذات السياق، كان الفرع النقابي لعمال الغابات و البيئة، قد ندد في بيان، بما وصفه بإهانة أعوان الغابات خلال أدائهم لمهامهم، بعد تدخلهم لوقف مخالفة اقتلاع أشجار الصنوبر الحلبي عمرها أزيد عن 40 سنة، و الاستيلاء و التعرية لأراضي مدمجة ضمن الأملاك الوطنية الغابية، بالموقع الأول الذي خصص كمقبرة.
بلدية باتنة و عقب الاعتراضات حول الموقع الأول الذي خصص لدفن الموتى، قامت بتخصيص موقع آخر كان قد تبرع به محسنان اثنان قبل خمس سنوات، غير أنه ظل رهينة إجراءات و مد و جزر بين المصالح الإدارية لتسوية وضعية العقار و تحويل الوقف و التقى «المير»، حسب ما جاء في بيان للبلدية، برئيس جمعية مقبرة عزاب و ممثلي مكاتب دراسات متطوعين لإعداد مخططات دراسة للمقبرة، حيث تضمنت الدراسة الأولية، الإسراع في إنجاز مسالك رئيسية و ثانوية باتجاه المقبرة و إنجاز بئر ارتوازي و دعمه بمولد كهربائي و إنجاز ميضاء و مصلى للوافدين على المقبرة، مع توفير الإنارة العمومية باستخدام ألواح الطاقة الشمسية و الشروع في تشييد جدار خارجي و تنظيم حملة تشجير، بالإضافة إلى إنجاز مسكنين وظيفيين لفائدة الحراس المكلفين بتأمينها.
و جاء في بيان البلدية، أن الدراسة النهائية ستكون جاهزة بعد عيد الأضحى، لعرضها على المحسنين و الخيرين و مختلف الهيئات العمومية قصد المساهمة في تجسيد العملية.
يذكر أن المقبرة المركزية ببوزوران، عرفت توسعات و كانت أزمة تشبع العقار و عدم إيجاد مكان لدفن الموتى مطروحة منذ سنوات، دون أن يتم التوصل إلى حل رغم تبرع محسنين بأوعية عقارية، لتخصيصها كمقبرة قبل أن تطفو للسطح، موازاة مع انتشار وباء كورونا أزمة دفن الموتى.
يـاسين عبوبو
