سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق قاتل جاره بحي سيدي عيسى بطعنة خنجر، في شجار تحت تأثير الكحول، بسبب خلافات قديمة بينهما، كما عاقبت المحكمة مرافقي المتهم ومشاركين في إخفائه و عدم التبليغ عنه، بـ 3 سنوات سجنا نافذا.
فيما التمس ممثل الحق العام في حق المتهمين، عقوبة المؤبد عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار ضد المتهم الرئيسي و جنحة مساعدة شخص ارتكب جناية على الهرب و جنحة عدم الإبلاغ عن جناية و جنحة إخفاء شخص مبحوث عنه لارتكاب جناية، للمتهمين الثلاثة، في ثاني محاكمة بعد قبول الطعن بالنقض.
و تعود وقائع القضية، إلى تاريخ 3 فيفري 2018، عندما تلقت مصالح أمن ولاية عنابة بلاغا مفاده تواجد شخص بحي سيدي عيسى ملقى على الأرض و هو ينزف، حيث كشفت التحريات الأولية أن الأمر يتعلق بالضحية (م.ش) و أنه توفي جراء تعرضه إلى عدة طعنات بمناطق مختلفة من الجسم، كما تبين أنه تشاجر مع جاره (و.خ) و هو من قام بطعنه ثم لاذ بالهروب رفقة (ش.و) الذي كان يقود سيارة نفعية من نوع « ماهيندرا» و أن المتهم لجأ إلى منزل قريبه (ح.أ) بحي سيدي سالم و بإجراء عناصر الشرطة لعملية المسح للأماكن، تم العثور على مقبض خشبي خاص بسلاح أبيض من نوع «أوبينال» 12.
بسماع الطرف المدني (م.م) ممثلا في والد الضحية، صرح أنه و بتاريخ الوقائع حوالي الساعة الثانية صباحا، سمعت زوجته من أحد الجيران، بأن ابنه قد تشاجر مع المتهم، فتوجه إلى مكان وقوع المشاجرة مرفقا بشقيقه، فوجدوا ابنه ملقى أرضا و ينزف دما، مضيفا بأن الجاني حضر إلى مكان وقوع الجريمة و أشهر سلاحه في وجه ابنه و هو ملقى على الأرض و حاول الاعتداء عليه من جديد، فتدخل و أبعده عنه، فركب سيارة من نوع « ماهيندرا» يقودها (ش.و) و غادر المكان.
و لدى سماع الشاهد (ب.و)، صرح بأنه و في حدود الساعة الثانية صباحا، كان بمفرده في الكشك التابع له، قبل أن يسمع ضجيجا في الخارج و لما استطلع الأمر، شاهد الضحية و الجاني متشابكين بالأيدي و لم يشاهد أي سلاح أبيض بحوزة أي منهما، ثم دخل أحد الزبائن إلى الكشك فلحق به، ثم عاود للخروج، فشاهد الضحية ملقى على الأرض وهو ينزف دما، فاتصل بمصالح الحماية المدنية و الشرطة.
لدى استجواب المتهم (و.خ)، صرح بأنه لم يعتد على الضحية بالسلاح الأبيض و أنه يجهل الفاعل، حيث تشاجرا بسبب أخ الضحية و هو مختل عقليا، قام بصفعه قبل 3 أشهر من تاريخ الوقائع و كان وقتها الضحية يتواجد في السجن و عند حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا، التقى كل من (ش.ع.ن) و (ش.و) و ركبوا سيارة هذا الأخير، ثم اقتنوا مشروبات كحولية و بقوا يتجولون و يحتسون الخمر، إلى غاية الساعة الثانية صباحا، حينما توجهوا إلى حي سيدي عيسى و بوصولهم بالقرب من كشك بيع السجائر، طلب (ش.و) التوقف و دخل إلى الكشك لشراء علبة سجائر، ثم عاد إلى السيارة و في تلك الأثناء، ناداه الضحية (م.ش) و كان تحت تأثير الكحول و عاتبه عن قيامه بصفع أخيه المختل عقليا، فطلب منه تفادي الخوض في الموضوع، إلا أن الضحية حسبه، تمادى و تهجم عليه لفظيا و هو ما أثار غضبه، فقام بشتمه و تشابك معه بالأيدي و لم يكن يحوز على السلاح الأبيض، ثم تمكن الضحية من إصابته بلكمة على مستوى الأنف و بعد مدة وجيزة، لمح الضحية يتراجع إلى الخلف، ثم سقط أرضا، بعدها غادر مع صديقيه إلى منزل خاله بحي قاسيو و أخذ سكين مطبخ طالبا من السائق أن ينقله من جديد إلى حي سيدي عيسى و عند الوصول نزل من السيارة و هو حامل للسكين و شاهد من بعد 20 مترا الضحية ملقى على الأرض، فيما كانت والدته بالقرب منه، فاعترض سبيله والد الضحية و طلب منه المغادرة، ثم عاد إلى بيت خاله، حيث قضى ليلته هناك و لم يكن يعلم بأن الضحية فارق الحياة و في صباح اليوم الموالي، أخبره خاله بوقوع جريمة قتل بسيدي عيسى و بأن القاتل مازال في حالة فرار، كما اتصل به ابن عمله و أبلغه بأن (م.ش) قد فارق الحياة، عندها بقي متخفيا و انتقل إلى عدة أماكن هروبا من ملاحقة مصالح الشرطة، إلى غاية توقيفه بحي سيدي سالم في منزل ابن عمته.
حسين دريدح