كشف منسق مواقع ومتاحف الشرق، ومدير متحف هيبون بعنابة، عمار نوارة، في تصريح للنصر، عن تصنيف أربعة مواقع أثرية فيما توجد سبعة معالم أخرى قيد التصنيف، في إطار برنامج مسطر لإحصاء جميع المواقع الأثرية بولاية عنابة.
وأضاف نوراة، بأنه تمت رسميا المصادقة على تصنيف محطة القطار بوسط المدينة، و موقع قناة مياه سرايدي، التي كان يستخدمها الفينيقيون وكذا الرومان في جر المياه فوق سطح الأرض من جبال سرايدي إلى غاية الموقع الأثري بمدينة عنابة، إلى جانب موقع المنارة “رأس الحمراء” و محاجر “كاب دو غارد” والمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، لتكون مواقع تاريخية وأثرية مصنفة وطنيا.
وفي سياق متصل كشف نوارة للنصر عن المواقع الأثرية الأخرى الجاري تصنيفها ويتعلق الأمر بساحة الثورة “الكور” التي يعود تاريخ تشيدها إلى العهد الاستعماري، ومعهد “بيار و ماري كوري” المقابل للبريد المركزي، و هو موقع كان تابعا للكنيسة التي هُدمت وكانت تطل على ساحة الثورة، وكذا موقع “تاكوش” ببلدية شطايبي، ومركز التعذيب في برحال.
في سياق متصل اعتبر منسق مواقع ومتاحف الشرق صدور مرسوم «مخطط حماية الموقع الأثري هيبون والمنطقة المحمية التابعة له» في الجريدة الرسمية، مكسبا هاما ومفخرة لقطاع الثقافة، حيث تعد ولاية عنابة الأولى بشرق البلاد، التي انتهت من إعداد مخطط المسح لحماية المدينة الأثرية ونشره في الجريدة الرسمية، ورابع ولاية على المستوى الوطني بعد اعتماد مخططات تيبازة، شرشال، والمنصورة، فيما تبقى الخطوة المقبلة حسبه، إعداد ملف تصنيف موقع هيبون، ضمن مواقع التراث الثقافي العالمي.
وأوضح نوارة، بأن اعتماد المخطط، يمنع أي تعد أو إدخال تغيرات عليه محليا، إلا بترخيص من وزارة الثقافة، مضيفا أنه لا يوجد مجال للتلاعب بعقار الموقع ومحيطه الذي تم تحديد مساحته في هذا المخطط، الذي يسمح أيضا باعتماده كوثيقة علمية، لتحديد أولويات الترميم، والتدخل المباشر بالمعالم الأثرية، وكل ما له علاقة بالحفاظ على آثار المكان.
كما يضع المخطط رؤية شاملة للتوسع السياحي و اقتراحات التهيئة والمسارات والتجهيز السياحية، وكذا تسجيل الأغلفة المالية لكل عمليات التأهيل والترميم والبحث العملي.
وحسب مديرية الثقافة لولاية عنابة، يتضمن المخطط الذي وقعته وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، اثني عشر موقعا أثريا بالهواء الطلق، على غرار مسرح هيبون، ومعبد الآلهة، والفوروم وحيه، والسوق، وآثار الحمامات والأحياء الساحلية و صهاريج المدينة.
كما تكتسي المواقع الأثرية لهيبون القديمة أهمية كبيرة، حيث شهدت إنشاء متحف في عام 1968 يحتوي على مجموعة تحف يصل عددها إلى حوالي 20 ألف قطعة.
وكانت اللجنة الولائية المشتركة، قد صادقت بتاريخ 8 جانفي 2018 على مخطط الحماية وحفظ الموقع الأثري هيبون بعنابة، بعد عرضه على دورة المجلس الشعبي الولائي، ليصبح الأداة القانونية لحماية الموقع بشكل كامل، من الاعتداءات على الوعاء العقاري الذي يتربع على مساحة 60 هكتارا، تضم عدة مواقع منها المعلم الديني المسيحي، الذي بُني كنسخة طبق الأصل للكنسية الحقيقية الموجودة بأسفل موقع هيبون، وسمحت الحفريات والبحوث باكتشاف، 25 هكتارا فقط من الموقع، وبقي الجزء الأكبر كمدخرات تاريخية للأجيال القادمة حسب عمار نوارة.
وأوضح مدير متحف هيبون بأن مصالحه تصدت لعدة محاولات لإقامة تحصيصات عقارية على أراض تابعة للموقع، و أوقف تشييد خواص لبنايات هناك لأهمية الموقع وتواجده بمدخل مدينة عنابة، ما يثير أطماع الكثيرين.
وأفاد عمار نوارة بأن مصالحه تنتظر الإفراج عن مشروع المتحف الجديد، بعد اقتراح مقر محكمة عنابة القديمة لتحويلها إلى متحف كون المبنى يحمل طابعا تاريخيا، بهدف عرض 10 آلاف قطعة أثرية منها النادرة والفريدة من نوعها في العالم، وهي مخبأة تنتظر فتح فضاء جديد لعرضها.
حسين دريدح