اندلعت خلال الساعات الفارطة، سلسلة من الحرائق بالغابات و الأحراش، بعدة مناطق عبر بلديات ولاية برج بوعريريج، بالتزامن مع الارتفاع الكبير المسجل في درجات الحرارة، حيث تحولت عشرات الهكتارات من الأشجار الغابية و الأحراش ببلديات الجعافرة و خليل و بجبل تفارطاست بمجانة، إلى رماد، ناهيك عن محاصرتها لسكان المناطق المجاورة.
وقد اندلعت النيران بغابات منطقة تاركابت التابعة لإقليم دائرة الجعافرة في أقصى الجهة الشمالية للولاية، ما تسبب في اتلاف مساحات واسعة من الأحراش والأدغال والأشجار الغابية، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لإخماد النيران وعشرات المواطنين الذين حاولوا مساعدة فرق الاطفاء في تطويق مسار الحريق والحد من توسع رقعته نحو الغابات المجاورة، مبدين استياءهم من عدم استجابة السلطات المحلية لمطالبهم بإبعاد المفرغة الفوضوية من مكانها الحالي، لتواجدها بجوار الطريق و وسط الغابة، ما يزيد من التهديدات البيئية والمخاطر التي تخلفها طريقة التخلص العشوائي من النفايات عن طريق الحرق، ما تسبب بحسبهم في انتقال ألسنة النيران إلى الأشجار الغابية المجاورة و اتلاف عشرات الهكتارات .
و دعا سكان المنطقة، السلطات المحلية، للتعجيل بتجسيد مشروع مركز الردم التقني بدائرة الجعافرة، مع العلم أن المنطقة جبلية وغابية، تكاد تنعدم بها الجيوب العقارية، ما حتم على بلديتي القلة والجعافرة، استغلال مساحات بجوار الطريق بمنطقة تاركابت، للتخلص من النفايات المنزلية، في انتظار إنجاز مشروع مركز الردم .
كما سجلت فرق الإطفاء خلال الساعات الفارطة، عديد التدخلات، كان آخرها على مستوى غابة عقار التابعة لإقليم بلدية خليل، بعدما أتت النيران على مساحة واسعة من الأحراش والأشجار وتوسعت رقعتها لتحاصر سكان منطقة الواسعات.
و تزايدت مخاوف المزارعين و الفلاحين من تجدد ظاهرة اندلاع الحرائق، لتسببها في اتلاف عشرات الأشجار المثمرة وتكبدهم لخسائر كبيرة بممتلكاتهم و حقول الزيتون على وجه الخصوص، في حين تبقى أسباب اندلاع الحرائق مجهولة، تقيد أغلبها ضد مجهولين، بالنظر إلى الصعوبة الكبيرة في اقتفاء آثار الفاعلين في حال تعمدهم لإضرام النيران أو بفعل الرمي العشوائي لأعقاب السجائر المشتعلة بجوار الطرقات و كذا الرمي العشوائي للقارورات الزجاجية و المواد المساعدة على اندلاع الحرائق مع ارتفاع درجات الحرارة و أشعة الشمس الحارقة.
ع/بوعبدالله