عاين والي عنابة، جمال الدين بريمي، أمس، في خرجة ميدانية، مشاريع جهر الأودية و مجمعات مياه الأمطار عبر بلديات ولاية عنابة، أبرزها واد الصفصاف الذي يقسم الجهة الغربية لعاصمة الولاية إلى شطرين، للوقوف ميدانيا على حقيقة سير الأشغال، بعد مطالبة نواب و أعضاء بالمجلس الولائي في آخر دورة، بفتح تحقيق في وجهة الأموال المرصودة لقطاع الموارد المائية في شقها المتعلق بجهر الأودية و محاربة الناموس، و كذا القوارض و حماية المدينة من الفيضانات، بسبب رداءة الأشغال و عدم فاعليتها.
و وجه بريمي لدى تفقده أشغال جهر واد فرشة و الصفصاف، تعليمات صارمة للمؤسسات المكلفة بتنظيف الأدوية، من أجل احترام المعايير التقنية المتفق عليها و مدى تطابقها وفقا للمواصفات المطلوبة، حتى تكون في مستوى تطلعات المواطنين لتحسين ظروف معيشتهم في ظل انتشار الروائح الكريهة و الناموس.
كما شدد على ضرورة الإسراع في وتيرة الأشغال و إنهائها في آجالها المحددة، بهدف تنظيف و جهر جميع المصبات و القنوات الكبرى لصرف المياه قبل حلول موسم هطول الأمطار.
وكان منتخبون بالمجلس الولائي، قد طالبوا الوالي، قبل أيام، بالبحث عن مصير الأموال التي منحت كإعانة مالية لتحسين الوضع البيئي و كذا المحيط و الحماية من الفيضانات، بعد التدهور الكبير الذي عرفته الولاية خاصة في التجمعات السكنية الكبرى المنخفضة، مشيرين إلى حصول قطاع الموارد المائية على مبلغ 145 مليارا عبر مراحل، خصصت لجهر الأودية و تنظيفها من ترسبات مصبات المياه القذرة و كذا الأوحال الناتجة عن الأتربة التي تجرفها مياه الأمطار شتاء.
فحسب أحد النواب، فإن تحقيقات المجلس الولائي و من خلال الخرجات الميدانية، كشفت عن عدم قيام المؤسسات التي أسندت لها مشاريع جهر الأودية، بإنهاء الأشغال وفقا لدفتر الشروط، حيث لا تتجاوز نسبة الجهر 20 أو 30 بالمائة، في حين تُغادر الآليات دون إكمال عملية إخراج الأوحال الممزوجة بالمياه القذرة، كما تترك مخلفات الجهر على ضفاف الوديان و تكدس آلاف الأطنان من الأتربة الممزوجة بالنفايات الصلبة و المياه القذرة، لتجرفها سيول الأمطار و تعيدها إلى الوادي الممتد من حي واد فرشة إلى غاية حي الريم، ثم تصب في واد سيبوس، حيث يؤدي عدم رفع الأتربة المكدسة على ضفاف الوادي، كل سنة إلى عودتها تدريجيا إلى الوادي، بسبب طول مدة مكوثها و عدم رفعها من قبل المؤسسة المكلفة بالجهر، إلى جانب تشكيلها خطرا على الصحة العمومية، بسبب احتواء الأتربة على القاذورات غير المتحللة التي تنبعث منها روائح كريهة عند سطوع أشعة الشمس، كما تتحول إلى مصدر لتكاثر الحشرات و الجراثيم.
و يتساءل المنتخبون عن جدوى جهر الوديان و ترك الأتربة لأسابيع و أحيانا لأشهر مكدسة على ضفافه دون رفعها، فيصبح تأثيرها أكبر على صحة السكان، لعدم تحلل المواد السامة و الصلبة في تلك الأتربة، لتصبح مصدرا لتكاثر مختلف القوارض و الناموس و تبخر الغازات غير النظيفة.
و يُرجع المنتخبون سبب انتشار الروائح و الناموس، إلى عدم تنظيف الوديان بشكل جيد، بالإضافة إلى ربط شبكة المياه القذرة الخاصة بالأحياء الفوضوية المجاورة في الواد مباشرة، مما زاد من تعقيد الوضعية البيئية مؤخرا.
و دعا أعضاء المجلس، رؤساء البلديات، لتقديم تفسيرات عن عدم فاعلية حملات الرش بالمبيدات الحشرية على مستوى الأقبية، خاصة ببلديتي عنابة و البوني، كما شككوا في نوعية المبيدات و طرحوا فرضية انتهاء صلاحيتها، بسبب عدم نجاعة الرش.
حيث أصبح الانتشار الرهيب للناموس، الشغل الشاغل للعنابيين في الفترة الأخيرة، في هذا الظرف الاستثنائي من انتشار الوباء، حيث لا يوجد بديل للعائلات للخروج ليلا هروبا من لسعاته، فيما ارتفع استهلاك و استخدام المبيدات الحشرية بمختلف أنواعها، دون أن تعطي نتائج في محاربة هذه الحشرة المزعجة.
حسين دريدح