تسابق سلطات بلدية بوسعادة، بالتنسيق مع جمعية حماية واحة بوسعادة بالمسيلة، هذه الأيام، الزمن من أجل اختيار موقع إنجاز بئرين ارتوازيين قصد انقاذ أشجار بساتين واحة بوسعادة، التي تعد إرث المنطقة السياحي والتاريخي، بعد تعرض الوادي إلى حالة جفاف باتت تهدد أزيد من 160 هكتارا من بساتين النخيل والأشجار المثمرة بالتلف والضياع.
و استنادا لرئيس بلدية بوسعادة، أنور حفيظي، في تصريح للنصر، فإن اجتماعا موسعا سيعقد اليوم الإثنين مع الفلاحين وجمعية الواحة ومكتب دراسات مختص وممثلي مديرية أملاك الدولة والشؤون الدينية و غيرها، هدفه دراسة مقترحات تتعلق باختيار موقعين لإنجاز بئرين لفائدة الفلاحين، حيث يتم تدارس الاقتراح من الجانبين القانوني والشرعي، على اعتبار أن أحد البئرين أثبتت بعض الدراسات أنه يمكن توطينه و حفره بالقرب من مقبرة و هو ما يتطلب رأي الشرع في هذا الجانب، فضلا عن الجوانب القانونية و التقنية أيضا.
و أوضح ذات المسؤول، بأن التأخر الحاصل في انجاز البئرين و رغم الحصول على رخصة حفر منذ حوالي سنة من قبل الوالي السابق ابراهيم أوشان، الذي استجاب لاستغاثة الفلاحين الذين اشتكوا من مشكلة الجفاف التي ما فتئت تشكل تهديدا للفلاحة بالمنطقة، كان متوقفا على توفير المال بسبب عجز في ميزانية البلدية، إلى أن أعلن محسنون عن تطوعهما لحفر البئرين و هو جعلنا نسرع، يضيف، في الإجراءات القانونية في هذه الفترة.
هذا و كانت جمعية حماية الواحة ببوسعادة، قد اشتكت أكثر من مرة من حالة الجفاف التي تعيش على إثرها واحدة من أقرب الواحات للبحر الأبيض المتوسط و التي يقتات من خيراتها حوالي 600 فلاح على مساحة تزيد عن 160 هكتارا و التي شاهدت تقلصها خلال السنوات الأخيرة، جراء ما مسها من نقص في مياه السقي و جفاف الوادي و السواقي، حيث أدى هذا الوضع إلى تقلص عدد أشجار النخيل إلى 1000 نخلة تقريبا، بعدما كانت في سنوات مضت تزيد عن عشرة آلاف نخلة مثمرة.
كما أرجع رئيس الجمعية، يطو محمد الأمين، الأمر إلى ظهور بعض البساتين الجديدة و استعمال أصحابها لمضخات ضخمة في بعض الأماكن العالية و هو ما يحرم بقية الفلاحين من مياه السقي.
مضيفا بأن البساتين المستحدثة، بدأت في الظهور مع بداية الألفية الثانية، حيث أقيمت على مساحات من الأراضي السهبية و الرعوية، في ظل عدم تدخل السلطات المحلية طيلة هذه الفترة، لوقف هذا التوسع العشوائي.
فارس قريشي
