تستعيد عنابة، اليوم، جزءا من حركيتها المعهودة كل موسم اصطياف، حيث شاءت الظروف مع انتشار وباء كورونا، أن تفتتح الشواطئ لاستقبال الزوار و المصطافين، دون تنظيم احتفالية ككل سنة، تشارك فيها جميع الفعاليات، مع تطبيق إجراءات استثنائية لم تشهدها البشرية من قبل، في كيفية الدخول للفضاءات السياحية و كذا النزهة.
و وقفت النصر، نهاية الأسبوع، على ورشة مفتوحة بالشواطئ و الفضاءات المحاذية لها، سابقت فيها السلطات المحلية و على رأسها البلديات، الزمن لتجهيزها و تنظيفها، لتستجيب للمعايير التي سطرتها السلطات العليا من أجل استقبال المواطنين في أحسن الظروف.
حيث عكفت المصالح التقنية لبلدية عنابة إلى غاية مساء أول أمس الخميس، على تسخير المنظفات العصرية لتنقية الرمل من مختلف المخلفات التي قذفها البحر و كذا الزوار قبل منع دخول الشواطئ و انطلقت العملية من شواطئ الخروبة، رفاس زهوان، بلفدار و عين عشير، كما وضعت البلدية لافتات تدعو المواطنين للحرص على نظافة الشواطئ و أماكن الراحة.
و تضمنت الأشغال في إطار التحضيرات لافتتاح الشواطئ أمام المصطافين، تنظيف محيط الشواطئ من القمامة المنتشرة و التجيير و رفع أكوام المخلفات المختلطة بالفضاءات الترفيهية المحيطة، على غرار فضاء عين عشير، إلى جانب تنظيف الحدائق العمومية و تجهيزها لفتحها أمام الزوار للنزهة، منها حديقة شابو الأكثر استقطابا للمواطنين.
و في سياق متصل، استكملت مصالح بلدية عنابة، نهاية الأسبوع، أشغال رفع أكوام الردوم و بقايا عملية إزالة التوسعات غير القانونية، التي عرفتها منطقة الخروبة و رفاس زهوان و شاطئ بلفدار بالقطاع الحضري الخامس و قد سخر للعملية عتاد كبير من الشاحنات لرفع الركام، قبل افتتاح الشواطئ المذكورة اليوم من تنقية الرمال التي كان فوقها الركام.
حيث أصدر والي عنابة، جمال الدين بريمي، قبل أسبوع، بيانا يفند فيه ما روج له عبر مواقع الكترونية، بخصوص القيام بإزالة التوسعات القانونية بما يخالف تعليمات السلطات العليا و حسب ما استقته النصر من مصدر بمصالح ولاية عنابة، فإن أصحاب الفيلات و المطاعم و كذا الملاهي الليلية، الذين قاموا بزيادات غير قانونية قبالة الشواطئ، هم من قاموا بشن حملة على الوالي من أجل توقف مصالح البلدية عن عملية الهدم بمرافقة مصالح الدرك الوطني.
و مع الاستعدادات و التحضيرات الرسمية لافتتاح الشواطئ، قام أصحاب المطاعم و كذا المحال التجارية الواقعة على طول الكورنيش، بالتحضيرات اللازمة و كذا القيام بعمليات التهيئة و التجديد، ليكونوا في الموعد بعد توقف دام 5 أشهر متتالية، تكبدوا فيها خسائر كبيرة و عجزوا عن دفع الرواتب و غيرها من المستحقات، حيث أكد صاحب مطعم للنصر بحي الخروبة، على أن موسم الاصطياف هو الفترة التي ينتعش نشاطهم فيها و مع تطبيق إجراءات الحجر، خسروا تقريبا 3 أشهر من ذروة نشاطهم، كون باقي أشهر السنة المردود فيها ضعيف، معبرين عن ارتياحهم لقرار رفع المنع عن نشاطهم، مع التزامهم بالشروط الوقائية التي أقرتها الدولة.
من جهتهم ربط بعض سائقي سيارات الأجرة العاملين بوسط المدينة، عودة الحركية المعهودة في موسم الاصطياف، بفتح النقل ما بين الولايات، ليتمكن القاطنون بالولايات الداخلية ممن لا يملكون سيارات، القدوم إلى عنابة و هو ما يزيد من الحركة التجارية و يحسن مردود نشاطهم.
و رغم الإجراءات الوقائية المطبقة، فإن الكورنيش يشهد في الأيام الأخيرة، إنزالا من قبل الزوار، رغم تمديد تنفيذ الحجر إلى الساعة 11 ليلا، غير أن المواطنين يتجاوزن هذا التوقيت أحيانا، بحيث يبدأون في العودة إلى منازلهم عند تمام الحادية عشرة ليلا، ما يخلف طوابير طويلة.
قرار الوزير الأول بشأن الفتح التدريجي و الـمراقب للشواطئ وفضاءات التسلية و أماكن الاستجمام و الترفيه و الفنادق و الـمقاهي و الـمطاعم، يتضمن التقيد بالبروتوكولات الصحية للوقاية و الحماية من انتشار الوباء و المتعلقة أساسا بارتداء القناع الواقي إجباريًا، احترام التباعد الجسدي بمسافة متر و نصف على الأقل، وضع ملصقات تتضمن التذكير بتدابير الوقاية الصحية على مستوى مختلف نقاط الدخول إلى الأماكن، تنظيم أماكن مناسبة لركن السيارات، قياس درجة حرارة الـمصطافين مسبقا وعند الضرورة، من قبل عناصر الحماية الـمدنية، على مستوى مداخل الشواطئ عن طريق أجهزة القياس الحرارية، توفير صناديق مخصصة للتخلص من الأقنعة و القفازات أو المناديل المستعملة و وضعها تحت التصرف.
حسين دريدح