"مير" أم البواقي يتهم المنتخبين بالعشوائية في التسيير وتسببهم في فوضى بالبلدية
خرج رئيس بلدية أم البواقي عن صمته، و وجه رسالة شديدة اللهجة لمنتخبي مجلسه، متهما إياهم بالتقصير والعشوائية في التسيير، الأمر الذي انجر عنه فوضى داخل البلدية وتداخل في صلاحيات كل منتخب، وأدى آليا إلى ضياع مصالح المواطن وانشغال المجلس بقضايا داخلية بعيدا عن اهتمامات سكان الولاية.
السيد خليل موسى وفي رسالته لأعضاء المجلس من 5 صفحات حصلت النصر على نسخة منها أمس اتهم من وصفهم بأقرب المقربين منه بالإدلاء بتصريحات خطيرة وغير مسؤولة تتعلق في الأساس بتحميل العضو نائب “المير” مسؤولية منح كشك لعامل بالمستشفى، و طلب من أعضاء المجلس قراءة رسالته بتأن وتريث، و ذكر بأن بعض الأعضاء بات ضغطهم بطريقة “خبيثة”، من خلال تهربهم من مسؤولياتهم المخولة قانونا والمأجورين عليها واختلاق المشاكل، داعيا إياهم إلى ضرورة التعاون من أجل مصلحة المواطن وإخراج البلدية من وضع أشار بأنه لا يريد التعليق عليه.
“المير” أكد بأن تحقيق الأهداف التي سطرها المجلس إجبارية، مطالبا بعدم تنغيص حياته بتصرفات غير مسؤولة بعيدة عن الثقافة السياسية لتسيير المجالس وكذا القوانين المسيرة للبلديات، وبحسب الرسالة فرئيس البلدية عرج على إحصاء أزيد من 26 نقطة معتبرا إياها المشاكل الحقيقية للبلدية، والتي تنوعت بين أملاك البلدية والأسواق الجوارية والأكشاك والحظائر الفوضوية ومتابعة الموظفين وحظيرة البلدية والمحشر وملفي السكن والعتاد وكذا المقابر والمدارس الابتدائية والبناء الهش والريفي وتسرب المياه والحالة العامة للطرقات.
مشيرا بعدها إلى المشاكل التي وصفها بغير الحقيقية، مبينا بأن المنتخبين باتوا يتهربون من العمل على معالجتها وباتوا يحملونه المسؤولية تجاهها، وتتعلق في الأساس بعلاقة المنتخبين مع الموظفين، مؤكدا بأن عضوا منتخبا تدخل في اتخاذ قرار معاقبة عامل، فيما تدخل أحد نوابه ومنع قرار إحالة موظف على المجلس التأديبي، وقام نائب آخر بالتوقيع على عطلة موظفين في مصلحة واحدة وفي توقيت واحد ما ترك المصلحة خاوية، وأشارت الرسالة إلى أن نائبا تدخل في تغيير برنامج عطلة موظف على خلاف ما ضبطه رئيس البلدية.
رسالة “المير” تناولت تسيير حظيرة البلدية والفوضى التي كانت تتخبط بها، و كشفت عن تدخل منتخبين في عمل رئيس الحظيرة بإعطائهم أوامر مباشرة لعمال بسطاء في مختلف الورشات، معاتبا جل المنتخبين ومستثنيا عضوا واحدا من عدم متابعتهم للمشاريع القطاعية ومشاريع ميزانية البلدية ومختلف القضايا التي تطرح يوميا.
وبحسب رسالة “المير” فهناك مسؤولون عن مندوبيات لا يزورونها ومنهم من لا يعرف حتى عمال مندوبيته وفي المقابل يقيم مندوبون بالبلدية مترددين بين مكاتبها، مشيرا كذلك بأن عددا من المنتخبين يغيبون لأيام وآخرون يغادرون تراب البلدية والولاية أوقات العمل الرسمي من دون إعلام إدارتهم، متهما البعض منهم بالتهجم على شخصه.
رئيس البلدية قدم في رسالته حلولا، تصدرها اقتراح تظافر جهود الجميع بتحمل المسؤولية والابتعاد عما وصفه بالتفاهات مبينا بأن منتخبين تنفيذيين لديهم تكاليف لمهامهم في إطار صلاحياتهم القانونية لمواصلة المهمة –التي قال عنها- بجد صعبة، إضافة إلى اقتراحه تفادي التحجج بالأعذار الواهية والالتفاف حول مصالح المواطن.
وختم “المير” الرسالة بأن المجلس البلدي صمد في وجه زوابع وعواصف، مؤكدا بان الأهداف المسطرة لن تتحقق في حال استمر العمل بنظرة ضيقة، كاشفا بأنه يبذل أقصى جهده من أجل الوصول إلى رقي المدينة بالرغم من أن ذلك يتم في وسط جد متعفن.
“المير” الذي لم يتواجد طيلة يوم أمس في مكتبه أغلق هاتفه النقال وفضل الرد على التساؤلات عبر مسؤول الأمن بالبلدية، حيث أكد هذا الأخير بأن رئيس البلدية لا يتحمل ما جاء في مضمون الرسالة التي وصفها بغير الموثقة، متسائلا بأن بعض الأعضاء ربما يكونون هم محرروها، بالمقابل أكد عديد الأعضاء تلقيهم الرسالة من يد رئيس البلدية قبل دقائق من انعقاد جلسة مداولة الخميس المنقضي المخصصة لدراسة عضوية لجنتي فتح الأظرفة وتقييم العروض.
من جهة أخرى أرجأت محكمة عين البيضاء الابتدائية أمس النظر في قضية جديدة اتهم فيها رئيس بلدية أم البواقي السابق المتواجد رهن الحبس، والمتعلقة بمنحه رخصة بناء لمرق عقاري الذي شيد مشروعه السكني على أرضية متنازع عليها.
أحمد ذيب