شهد طريق كورنيش عنابة، ليلة أول أمس، ازدحاما مروريا خانقا بالمقطع الرابط بين محور الدوران الخروبة و منطقة رأس الحمراء، بسبب رفض مئات المصطافين و الراغبين في النزهة، العودة إلى منازلهم رغم تجاوز الساعة منتصف الليل، حيث استمر الازدحام إلى غاية الثانية صباحا.
هذا و لاحظت النصر بعين المكان، تدخل مصالح الدرك الوطني، من أجل منع المصطافين من الذهاب باتجاه رأس الحمراء، غير أن الأعداد الكبيرة جدا للسيارات صعبت على رجال الدرك التحكم فيهم في الاتجاهين و تم التعامل معهم بمرونة من أجل عدم التسبب في توقف حركة السير بشكل كامل.
حيث وقفت النصر في جولة بالكورنيش، على التوافد غير المسبوق على الشواطئ، لم تشهده عنابة منذ سنوات، حيث بدأ المصطافون ينزلون إلى الشواطئ في ساعة مبكرة عند الثامنة صباحا، كان شاطئ « شابي» ممتلئا عن آخره، حيث تشير لوحات الترقيم إلى مختلف الولايات الشرقية و حتى الجنوبية و من العاصمة أيضا، في حين غطت المضلات الجزء الأمامي من الشاطئ و مع وصول أفواج جديدة، كانت الأماكن المطلة على البحر محجوزة، ما اضطر العائلات إلى الجلوس في الخلف.
و رغم عدم وجود وسائل النقل الجماعي، بسبب منع نشاط الحافلات و السيارات بين الولايات، نتيجة لفرض الإجراءات الوقائية المتعلقة بالوباء، ما يمنع تنظيم الرحلات الجماعية، غير أن عنابة تعرف منذ افتتاح الشواطئ بتاريخ 11 أوت، استقطابا كبيرا جدا للمصطافين في كامل أيام الأسبوع و ليس العطلة الأسبوعية فقط.
و لدى اقترابنا من بعض المصطافين، أكد رب عائلة قادم من ولاية بسكرة، على أنهم فضلوا القدوم إلى عنابة، كونها تتوفر على جميع ظروف الراحة و كذا المرافق، قائلا « أنا هنا بشاطئ شابي، ركنت السيارة على بعد أمتار فقط من الشاطئ بحيث أستطيع مشاهدتها من مكان جلوسنا، مع عدم وجود شباب يفرضون دفع ثمن مكان الركن، بالإضافة إلى قرب المطاعم و غيرها من المرافق الضرورية.
كما اقتربنا من بعض مستعملي طريق الكورنيش ليلا و تحدثنا إليهم عن سبب عدم مغادرتهم للشواطئ، رغم تجاوز الساعة 11 ليلا و هو توقيت تطبيق الحجر، فأكدوا على أن التوافد الكبير على الواجهة البحرية، منعهم من العودة في الوقت المحدد، ما أجبرهم على البقاء في الشاطئ إلى غاية تراجع الاختناق المروري، حيث يتطلب الوصول من شاطئ « سانكلو إلى وسط المدينة، نحو ساعة و نصف من الزمن، رغم أن المسافة قريبة.
و أمام التوافد المبكر على الشواطئ، اضطرت مصالح البلدية لتعديل توقيت تشغيل المنظفات العصرية، حيث أصبحت تنطلق في عملية التنظيف على الساعة الخامسة بدل السادسة صباحا، لتهيئة الشواطئ و تنقيتها من الفضلات و مختلف البقايا، حتى يتمكن المصطافون من الجلوس بأريحية.
و في سياق متصل، لاحظنا خلال جولتنا عند حدود منتصف النهار بالكورنيش، حاوية قمامة شبه فارغة، تطبيقا لتعليمات والي الولاية القاضية بوضع فرق المناوبة لرفع القمامة، حيث وبخ يوم الجمعة مصالح بلدية عنابة و مؤسسة عنابة نظيفة، لعدم القيام بمهامهم و ترك الحاويات معبأة بالفضلات.
من جهتها أطلقت مصالح بلدية عنابة، صبيحة أمس، بشاطئ فلاح رشيد قافلة تحسيسية للوقاية من جائحة كورونا، موجهة للمصطافين و ذلك بالتنسيق مع الحركة الجمعوية بولاية عنابة. كما أطلقت مصالح بلدية عنابة، حملة واسعة لتنظيف و الاعتناء بالحدائق العامة بوسط المدينة، لاستقبال الزوار.
من جهتها استعادت ساحة الثورة رونقها و حركيتها المعتادة برفع الحجر و توافد المصطافين على المدينة، حيث أصبحت المقاهي عامرة بالزوار، للاستمتاع بتناول المثلجات.
حسين دريدح