سجلت المصالح الاستشفائية بالطارف ،نهاية الأسبوع ، إصابة عدد من المصطافين بما فيها الأطفال والرضع بالحمى والغثيان والإسهال و آلام في البطن ، مباشرة لدى عودتهم إلى بيوتهم من السباحة بشاطئ المرجان الحضري في قلب مدينة القالة، و هذا أمام ارتفاع نسبة تلوث الشاطئ المذكور.
و الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى مصب رئيسي لطرح المياه المستعملة المتدفقة عليه من مختلف أحياء المدينة، بالشكل الذي ينذر بوقوع كارثة صحية و بيئية في غياب تدخل الجهات المعنية لمعالجة المشكلة التي باتت تهدد بغلق هذا الشاطئ العريق.
و ذكرت مصادرنا، أنه تم تسجيل تزايد في شكاوى المصطافين بعد ظهور أعراض مرضية غريبة عليهم و إصابتهم بالحكة و ظهور بقع حمراء على جلودهم، أثبتت بشأنها نتائج التحاليل، أن سببها تلوث مياه الشاطئ الذي بلغت به نسبة التلوث درجة عالية باتت تبعث على القلق من مغبة حدوث ما لا يحمد عقباه، خاصة بالجهة المحاذية للفندق السياحي «المرجان « الذي باتت تنبعث منه الروائح و تغيرت مياه و لون و طعم مياه شاطئه بفعل الرمي العشوائي للمياه المستعملة الذي يهدد الصحة العمومية بالنظر لارتفاع نسبة التلوث و التعفن التي تسببت في نفوق الأسماك التي يعثر عليها ميتة بكميات معتبرة كل يوم على ضفاف الشاطئ.
و أضافت مصادرنا، بأن وضعية الشاطئ في تدهور من موسم لآخر و هو ما أثار مخاوف الجمعيات من هذه الوضعية و المصير المجهول الذي يتهدد الشاطئ الذي يتطلب حسبهم اتخاذ إجراءات مستعجلة لإعادة الاعتبار له و ذلك بالتكفل الجاد و السريع بإيجاد الحلول لمشكلة التلوث الناجم عن الطرح العشوائي للمياه القذرة، التي تبقى وراء عزوف بعض العائلات المصطافة عن شاطئ المرجان و التوجه نحو الشواطئ الأخرى.
بالرغم من تخصيص مشروع لحماية الشواطئ المحلية من التلوث بإنجاز محطات لمعالجة المياه المستعملة قبل الرمي نحو البحر، كلفت الملايير من دون أن تعطى العملية الأهداف المرجوة منها و هو ما دفع منتخبين و جمعيات مؤخرا، إلى مناشدة السلطات المحلية و الأمنية لفتح تحقيق في الملف لتحديد المسؤوليات.
من جهتهم يشتكي المصطافون و المواطنون من الوضعية المزرية التي آل إليها الشاطئ الكبير بالمدخل الشرقي لمدينة القالة، أمام تدهور حالته جراء الرمي العشوائي للمياه المستعملة من السكان و التجمعات السكانية المجاورة له ، علاوة على رمي الأوساخ و النفايات، ناهيك عن ارتفاع نسبة التلوث بالمياه.
وضعية، تقول مصادرنا، أفقدت الشاطئ مكانته كأحد أجمل و أفضل الشواطئ استقطابا للمصطافين و أبدت مصادرنا تخوفا من المصير الذي يتهدد الشواطئ المحلية.
في حين أوضحت مصادر مسؤولة، بأنه تمت برمجة عملية لحماية الشواطئ الحضرية لمدينة القالة من التلوث، منها إنجاز محطات لمعالجة المياه المستعملة، في حين تم الأخذ بعين الاعتبار التكفل بمعالجة مشكلة النقاط السوداء لتسربات المياه القذرة، مع برمجة عمليات بالتنسيق مع مؤسسة الرمي التقني و القطاعات الأخرى لتنظيف الشواطئ .
فيما أشارت مصادر الصحة، إلى تكفل مصالحها الوقائية، بإجراء التحاليل المخبرية بالتنسيق مع مصالح البيئة، للتأكد من سلامة مياه الشواطئ، مع اتخاذ الإجراءات المستعجلة عند أي طارئ، مردفة بأن الحالات المرضية المسجلة، يحتمل أن تكون حالات معزولة و أن هناك إجراءات اتخذت لمتابعة الوضعية مع تفعيل جانب الوقاية لدى المصطافين .
نوري.ح
