كشفت لجنة تهيئة الإقليم و النقل، أمس الأول الخميس، عن انطلاق أشغال إعادة إصلاح و تأهيل خط التيليفيريك بين عنابة و سرايدي، حيث تكفلت شركة أجنبية بعملية الإنجاز و حددت آجال انتهاء الأشغال و وضع المصعد الهوائي حيز الخدمة، بـ 24 شهرا.
و ناقش أعضاء المجلس الولائي في الدورة العادية، المنعقدة يوم الخميس الماضي، ملفات الطاقة، النقل و كذا توزيع المياه و الدخول المدرسي، كما تم التطرق لوضعية المصعد الهوائي المتوقفة منذ تاريخ 24 جانفي 2019، حيث انطلقت أشغال إعادة تهيئة المسار قبل أيام فقط، و أسندت لشركة أجنبية متخصصة في صيانة وسائل النقل عبر الكوابل.
و قد منح والي عنابة، شهر جوان الماضي، إعانة مالية بقيمة 30 مليار سنتيم، لإعادة تأهيل و صيانة المصعد، باعتبارها وسيلة نقل حيوية و تعد المنفذ الوحيد لسكان سرايدي خلال الاضطرابات الجوية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى أنها سريعة و أقل تكلفة مقارنة بوسائل النقل شبه الحضرية.
و قد توقف المصعد الهوائي عن العمل بسبب سقوط عمود و عربة، جراء لانزلاق التربة بطريق الايذوغ عقب الفيضانات و الاضطراب الجوي القوي الذي ضرب عنابة بالتاريخ المذكور.
و بعد قيام مؤسسة النقل عبر الكوابل بالدراسة التقنية و تقديمها تقريرا دقيقا حول خط الكوابل و الأضرار التي لحقت به و تحديد النقائص الموجودة و وضعية الأعمدة، من أجل إعادة النظر في عملية التجديد و الإصلاح بشكل كلي، بهدف تحديد القيمة الحقيقية للأضرار و الغلاف المالي للانطلاق في الأشغال، حيث وجدت المؤسسة نفسها عاجزة عن تحمل نفقات الإنجاز لانعدام الموارد المالية، مما استدعى تدخل مصالح الولاية لإعانتها ماليا للانطلاق في الأشغال.
و يوفر المصعد 50 عربة لنقل الركاب على مسافة 4 كلم إلى سرايدي، حيث تستغرق الرحلة على متنها 15 دقيقة و تقدر تسعيرة الخدمة بـ 60 دج، تم رفعها خلال 2017 بهدف تغطية تكاليف الصيانة و العمال، على اعتبار أن خط التيليفيريك، بعنابة ليس حضريا و يدخل نشاطه في إطار السياحة الجبلية، كما يُفضل المواطنون استخدامه بدلا من الحافلات، لأنه أقل سعرا و يختصر المسافة و هو بديل لوسائل النقل الجماعي التي تجد صعوبة في السير عبر مسار الطريق الجبلي الوعر خاصة عند تساقط الثلوج على مسافة 17 كلم.
و قبل توقف المصعد، استفادت محطة عنابة من مشروع عصرنة وفق المعايير الدولية للأمن، و تجديد العربات و التجهيزات الكهربائية و الالكترونية، قصد تقديم خدمة فعالة للمواطنين.
كما كانت مؤسسة النقل الحضري سابقا، عاجزة عن تمويل عملية صيانة التيليفيريك، بسبب المشاكل المالية التي تتخبط فيها، على اعتبار أن المداخيل السنوية للتيليفيريك لا تغطي نفقات الصيانة و أجور العمال. و نظرا للمشاكل المالية التي تعاني منها مختلف المصاعد عبر الوطن، أعادت وزارة النقل النظر في طريقة تسيير محطات التيليفيريك، بسحب الإشراف عليه من مؤسسة النقل الحضري و إسنادها لشركة النقل عبر الكوابل مباشرة، هذه الأخيرة استحدثت بالشراكة مع الفرنسيين، لتصبح مسيرة من قبل مؤسسة «إيتاك»، بسبب ارتفاع تكاليف الصيانة و ضعف النشاط.
حسين دريدح