انهارت أسعار اللحوم البيضاء «الدجاج» بولاية الطارف، في الأيام الأخيرة، إلى أدنى مستوياتها، حيث وصل سعر الكلغ إلى ما دون 180 دينارا، بعد أن كان خلال الأيام الفارطة في حدود 300 دينار للكلغ، الأمر الذي أدى إلى تهافت كبير للمواطنين و خاصة الفئات المحدودة و الهشة.
و أكد أصحاب مقاصب و باعة الدجاج، على أن الكميات التي توزع عليهم من اللحوم البيضاء، سرعان ما تنفد بسرعة بسبب الطلب الهائل، ما دفعهم إلى مضاعفة طلبياتهم من الموزعين و أصحاب مذابح الدواجن، في مسعى لسد حاجيات السوق المحلية و هو ما استغله المواطنون و المصطافون لتعويض الأسماك، أمام قلتها و غلاء أسعارها في الأسواق.
في حين أبدى بدورهم أصحاب المذابح، استعدادهم لرفع قدرات الإنتاج و التوزيع في ظل تهافت المواطنين على اقتناء اللحوم البيضاء بكميات معتبرة، بما فيها تلبية حاجيات الفنادق و أصحاب المطاعم الذين مازال العديد منهم يعرضون بيع الدجاج المحمر بمحلاتهم بأسعاره القديمة دون أن تطرأ عليه أي تخفيضات، حيث تباع الدجاجة بـ800دينار و الربع منها بـ200دينار رغم انهيار أسعار البيع بالتجزئة مباشرة من المذابح و هو ما أثار استياء الزبائن الذين طالبوا بتدخل المصالح المعنية لردع المخالفين و وضع حد لشجع التجار أصحاب المطاعم و نقاط بيع الأكل السريع.
و ذكرت مصادرنا، أن تراجع أسعار الدجاج بالأسواق المحلية، بات يستقطب شريحة كبيرة من المهربين بالمنطقة، الذين يعمدون لاقتناء كميات من اللحوم البيضاء و جمعها في صناديق بلاستيكية و تحميلها على شاحنات تبريد صغيرة و أخرى تحمل في ظروف غير لائقة، لتهرب إلى البلد المجاور و هذا من خلال مقايضة هذه المادة بسلع أخرى.
حيث أوضح بعض التجار في تصريحات «للنصر»، بأن انهيار أسعار الدجاج استغله البعض لاقتناء أكبر الكميات من المذابح من الولايات المجاورة و تهريبها عبر المسالك الجبلية إلى ما وراء الحدود، مستغلين ارتفاع سعر هذه المادة البروتينية في البلد المجاور .
من جانبهم أرجع بعض الموزعين و أصحاب المذابح، السقوط الحر لأسعار الدجاج، إلى الإجراءات الجبائية التي أقرتها الدولة لفائدة المربين و منها التخفيض في أسعار تغذية الدواجن و الصيصان و تشجيع المربين على العودة إلى نشاطهم بعد التحفيزات التي أقرتها الوصاية للنهوض بهذا النشـاط.
علاوة على نضج الكتاكيت بكميات كبيرة عبر المحاضن و وحدات تربية الدواجن و طرحها لكميات كبيرة من منتوجها في السوق، ما انعكس سلبا على تراجع الأسعار، حيث بات العرض يفوق الطلب بكثير، فيما تحدث آخرون عن تكبدهم لخسائر جراء انهيار الأسعار، مقارنة بارتفاع الأعباء و تكاليف الإنتاج الباهظة على حد قولهم، في ظل الفوضى التي مازالت حسبهم تطبع هذا النشاط من دون تدخل الجهات المعنية لإعادة تنظيم الشعبة و ردع الدخلاء الذين أضروا بهذا النشاط وفق تعبيرهم.
من جهتها شددت مصالح التجارة و الجهات الأمنية، الرقابة على السوق بعد انهيار أسعار اللحوم البيضاء و تزايد الإقبال عليها و توافد أعداد كبيرة من الموزعين من خارج الولاية لتسويق منتوجهم، حيث أسفرت العملية عن حجز ما يقارب 5 قناطير من اللحوم البيضاء الفاسدة مؤخرا، كانت موجهة للتسويق و توقيف 4 أشخاص حولت ملفاتهم على العدالة .
نوري.ح