يشتكى بعض منتجي الحبوب بولاية الطارف ، من تأخر تعاونية الحبوب والبقول الجافة بعنابة في صرف مستحقاتهم المالية المتعلقة بالمحصول المسوق خلال هذا الموسم ، مناشدين الوصاية التدخل العاجل لمعالجة الأمر وعدم تفويت الفرصة عليهم تحضيرا لحملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي المقبل الذي هو على الأبواب.
وعبر عدد من المنتجين في اتصال مع «النصر» عن قلقهم أمام ما يقولون عنه سوء تعاطي المصالح المعنية مع العراقيل والمشاكل التي يصادفها الفلاحون لدى تعاونية الحبوب والبقول الجافة بعنابة ،في معالجة ملفاتهم والإسراع في صرف مستحقاتهم المالية ، مشيرين أنهم يترددون يوميا على مصالح التعاونية من أجل الاستفسار عن قضيتهم و معرفة آجال منحهم مستحقاتهم العالقة المقدرة بالملايين ، وقالوا إنهم يصطدمون في كل مرة بعدم تسوية وضعيتهم المالية مع طرح مبررات تبقى حسبهم غير مقنعة ، ما دفعهم إلى رفع تقارير وشكاوى للسلطات المحلية والجهات المعنية من أجل التدخل للفصل في المشكلة التي باتت تهدد بتعطيل حملة الحرث والبذر التي تنطلق منتصف الشهر المقبل ، أمام عدم تلقي عشرات المنتجين لمستحقاتهم لاقتناء المستلزمات المطلوبة، لما تتطلبه العملية من أعباء وتكاليف مرتفعة ، وهو ما أدى بالبعض إلى التلويح بمقاطعة حملة الحرث والبذر وتعليق نشاطهم ، خاصة و أن العديد لديهم ديون وقد حانت آجال إرجاع الديون لأصحابها ، ما وضعهم في مأزق كبير في كيفية التعامل مع المشكلة التي كان لها كذلك تأثير سلبي على جانبهم الاجتماعي في توفير متطلباتهم المعيشية ،
في المقابل أوضحت مصادر مسؤولة بمديرية الفلاحة ، أن تعاونية الحبوب والبقول الجافة بعنابة قامت بتسديد مستحقات شطر أول من المنتجين غير أن الشطر الثاني تعطلت عملية صرف الصكوك البنكية الخاصة به، بسبب عدم تعيين مسؤول على رأس التعاونية لحد الآن بعد توقيف المدير السابق مؤخرا من منصبه لوجوده محل متابعة قضائية ،وأردفت المصادر آن القضية محل متابعة وسوف يتم تسويتها وتمكين ما تبقى من الفلاحين من كامل حقوقهم المالية ريثما يتم تعيين أو تكليف مسير للتعاونية من قبل المديرية العامة في الأيام القليلة القادمة حفاظا على تعطل الصالح العام وسير مصالح التعاونية .
وكشفت مصالح الفلاحة ، عن تحقيق هذه السنة إنتاج قياسي من الحبوب من ناحية النوعية والمردودية بلغ 650 ألف قنطار بمعدل 27 ق/الهكتار على مساحة إجمالية 23500 هكتار ، وهذا بزيادة 8 بالمائة على إنتاج السنة الفارطة المقدر بـ 600ألف قنطار ، ويتوزع الإنتاج لهذا الموسم بين القمح الصلب بـ 582ألف قنطار بمعدل 28ق/الهكتار على مساحة 20700هكتار ، قمح لين 20800قنطار بمعدل 26 ق/الهكتار على مساحة 800 هكتار والشعير 44 أ قنطار بمعدل 22ق/الهكتار على مساحة 2000هكتار ّ.
وأضافت ذات المصالح إن فلاحين ببعض المناطق على غرار بلديتي البسباس وبن مهيدي حققوا الذروة في المردودية ببلوغ 75 قنطارا /الهكتار ، وهذا بفعل تحكم المنتجين في المسار التقني ومكافحة الأمراض الطفيلية والتسميد ، كما أن اللجوء الموسم الفارط على غير العادة في عملية السقي المبكر من سد الشافية لحقول الحبوب بسهول الجهة الغربية للولاية على مساحة 703هكتارات بسبب تأخر تساقط الأمطار في وقتها ،ساهم في وفرة الإنتاج، حيث أن عزيمة الفلاحين مكنت من رفع التحدي وتحقيق هذه الوفرة من الإنتاج .
وأفادت ذات المصالح ، أن الكمية المجمعة من الحبوب على مستوى تعاونية الحبوب والبقول الجافة من خلال مراكز التخزين الثمانية التي تقدر طاقتها بـ740ألف قنطار و الموزعة عبر تراب الولاية بلغت 284ألف قنطار لفائدة 1136 فلاحا ، مرجعة القفزة المحققة في إنتاج الحبوب إلى المرافقة الميدانية للفلاحين خاصة في مجال التحكم في المسار التقني وتوسيع المساحات المسقية ومكافحة الأمراض بتوفير الأسمدة والمبيدات .
وتعمل المصالح المعنية ، على تحفيز الفلاحين والمستثمرين على إنجاز مراكز للتخزين لجمع الفائض من الإنتاج الذي لا تستوعبه مراكز الجمع لتعاونية الحبوب والبقول الجافة بعنابة ،وهذا للقضاء نهائيا على مشكلة التخزين مع زيادة مردودية الإنتاج من الحبوب من موسم لآخر ، كما تم توجيه بعض المنتجين نحو توسيع مجالات استثماراتهم باقتحام ميدان الصناعات الغذائية والتحويلية التي من شأنها إعطاء القيمة المضافة للقطاع ودعم الإنتاج الوطني واستحداث مواطن الشغل.
نوري.ح