طالبت أربع جمعيات ببلدية أريس بولاية باتنة، بفتح تحقيق حول قيام أحد الخواص باستغلال بئر فلاحي موجه لـ 30 فلاحا بمحيط منطقة بويزمارن المرس بوثلغمين التي تضم أراض وبساتين، فيما أكد المستثمر المعني انعدام المياه بالبئر.
أوضحت الجمعيات الفلاحية، بأن المزارعين بمحيط بويزمارن المرس، بوثلغمين، أفريون استفادوا سنة 2002 من محيط فلاحي على مساحة 500 هكتار يتنوع بين الأراضي الخاصة، والتي هي ملك للدولة حيث رصد له غلاف مالي يقدر بـ 18 مليار سنتيم في إطار برنامج الامتياز الفلاحي، وتضمن إنجاز بئرين وخزان مائي وأنبوب للسقي بطول 3 كلم، وهو المشروع الذي أشارت الجمعيات إلى تعطله لسنوات دون إتمامه، وقد عرف إنجاز بئر، لكن أحد الخواص استولى حسبها، على المشروع، باحتكار استغلال البئر الذي تم تجهيزه بالقنوات والمضخات لسقي أراضيه، وفي الوقت نفسه تم حسبهم حرمان باقي الفلاحين المعنيين من الاستفادة ضمن نطاق المحيط.
وأبدت الجمعيات في شكوى تلقت النصر نسخة منها، تأسفها لما وصفته بصمت مصالح مديرية الفلاحة رغم رفعهم للشكوى عديد المرات، مؤكدة أحقيتها في استغلال مياه بئر السقي الموجه لمحيط بوثلغمين، وهو ما جعلها تناشد السلطات العمومية بفتح تحقيق حول «احتكار» استغلال البئر، وفي سياق متصل أكدت رفض الطرف الآخر مشاركتهم توزيع المياه، بمبرر تراجع منسوب المياه وعدم كفايته لسقي المحيط.
وطالبت الجمعيات باستكمال ما تبقى من المشروع الفلاحي، من إنجاز حوض مائي وقنوات السقي التي كانت مبرمجة، قبل أن يتوقف المشروع عند إنجاز بئر فقط، مناشدة السلطات العمومية بالتدخل، وفتح تحقيق بإيفاد لجنة ميدانية للوقوف على طريقة استغلال البئر، والتأكد من منسوبه والأخذ بعين الاعتبار مطالب الفلاحين.
من جهته أوضح المستثمر الفلاحي المشتكى ضده من طرف الجمعيات، نضوب البئر محل النزاع والمنجز بأرضه وقال بأن تقرير خبير أثبت ذلك و بأنه تم إطلاع مصالح مديرية الفلاحة بهذا الأمر، كما أشار إلى أن البئر كان يخضع لتسييره بصفته رئيس الجمعية التي تم منحها البئر لاستغلاله مضيفا بأن عدم استكمال المشروع من طرف «العامة للامتياز الفلاحي» حال دون توزيع المياه.
المستثمر كشف عن إنجازه لبئر آخر لسقي أربعة آلاف شجرة مثمرة عبر محيط يقدر بـ 23 هكتارا بسبب نضوب مياه البئر الموجه للمحيط الفلاحي وأشار في معرض رده على الاتهامات الموجهة له إلى استفادة الجمعيات الجديدة بالمنطقة من مشروع فلاحي يتضمن إنجاز بئر، غير أن عدم الاستقرار على اختيار الموقع حال دون تجسيده.
وتعذر علينا معرفة رد مدير المصالح الفلاحية لولاية باتنة لعدم الرد على عدة اتصالات وكذا عدم التمكن من مقابلته في مكتبه، فيما أوضح مسؤول بالقطاع على اطلاع بالقضية للنصر، بأن الصراع حول استغلال البئر راجع لعدم استكمال مشروع دعم لفائدة فلاحي محيط بوثلغمين، مضيفا بأن المشروع كانت تشرف عليه «العامة للامتياز الفلاحي» قبل حلها، لترث وضعيته مديرية المصالح الفلاحية منذ سنوات حيث أنجز بئر فقط، وهو موجه لكافة فلاحي المحيط غير أن عدم استكمال الربط بالأنابيب وإنجاز حوض جماعي أدى إلى وقوع الصراع.
يـاسين عبوبو
