بدأت أزمة تخزين القمح بقالمة تأخذ أبعادا مقلقة كلما زاد الإنتاج بين سنة و أخرى، عقب تطور تقنيات الإنتاج و تدريب الفلاحين على التحكم في المسارات المجدية.
و قد عجزت مخازن قالمة هذا الموسم عن استيعاب الإنتاج الذي تجاوز 1.3 مليون قنطار من القمح، و اضطر المشرفون على قطاع الزراعة بالولاية إلى الاستنجاد بمخازن 9 ولايات، حيث تم تحويل مليون قنطار تقريبا إلى أم البواقي، عنابة، برج بوعريريج، باتنة، بسكرة، خنشلة، سطيف، سكيكدة و تبسة.
و تعد هذه أكبر عملية تحويل لمحصول القمح من قالمة إلى مخازن الولايات الأخرى، في مؤشر على تفاقم أزمة التخزين في السنوات الأخيرة بعد ارتفاع معدلات الإنتاج.
و لحد الآن لم يتمكن قطاع الزراعة بقالمة من بناء مخازن تكفي لاستيعاب الإنتاج كله و تضع حدا لمعاناة المزارعين و قوافل نقل القمح التي تجوب الطرقات المزدحمة و تقطع مسافات طويلة، حتى تبلغ عمق الشرق الجزائري لتفريغ الحمولة و العودة، ثم بداية رحلة جديدة مكلفة للجهد الوقت و المال.
و يحاول المشرفون على قطاع الزراعة بقالمة تغيير الوضع في غضون سنتين على الأكثر بعد موافقة الديوان الجزائري للحبوب على بناء صوامع جديدة ببلديتي بلخير و وادي الزناتي، تتسع لنحو نصف مليون قنطار من القمح و 3 مستودعات سعة كل منها 50 ألف قنطار ببلديات رأس العقبة، عين العربي و الركنية.
و تواجه المشاريع الجديدة متاعب ميدانية و إدارية قد تؤخرها لنحو سنتين قادمتين، و خاصة مشروع صوامع تتسع لنحو 300 ألف قنطار بعين تراب، حيث لم ينطلق حتى الآن بسبب مشاكل العقار.
و ببلدية بلخير توقف مشروع صوامع القمح في منتصف الطريق، بعد أن غادرت شركة الإنجاز الموقع منذ سنة تقريبا لأسباب لم يُكشف عنها.
فريد.غ