الأربعاء 6 نوفمبر 2024 الموافق لـ 4 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

سكيكدة

 حي قصديري بساحة مدرسة ببلدية صالح بوالشعور
تقيم 13 عائلة داخل أكواخ قصديرية بفناء مدرسة بوعمامة محمد الابتدائية ببلدية صالح بوالشعور بولاية سكيكدة في ظروف مزرية في غياب أدنى ضروريات العيش الكريم.
 عند زيارتنا للمدرسة وقفنا على ظاهرة غربية ، جعلتنا نعتقد أننا دخلنا حيا قصديريا لا مدرسة ابتدائية، فبمجرد أن تطأ قدماك بوابة المدرسة تجد أمامك أكواخا قصديرية وأشجارا تحيط بها من هنا وهناك وكأنك في حي قصديري على ساحة ترابية لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار يتقاسمها السكان مع التلاميذ.
 و بالجهة المقابلة يتواجد مبنى المؤسسة الذي تطل شرفاته ونوافذه على الأكواخ مباشرة، والتي كثيرا ما كانت سببا في إثارة بعض المشاكل بين السكان والإدارة في صورة غير حضارية ولا تشرف قطاع التربية بهذه الولاية.
السكان وبمجرد أن سمعوا بتواجدنا خرجوا من المنازل رجالا ونساء وحتى أطفالا وشيوخا ،وسارعوا إلى محاصرتنا بجملة من الانشغالات التي تشكل هاجسا يوميا ، حيث ذكروا بأن تواجدهم بهذا المكان يعود إلى سنوات الثمانينات أي قبل انجاز المدرسة في 1991 ،لتتعقد بعدها الوضعية أكثر و تضاعف بذلك عددهم ليصل إلى 13 عائلة بعدما كان لا يتجاوز 4 عائلات، وقد اقترحت عليهم آنذاك السلطات المحلية سكنات وقطعا أرضية، لكن العملية لم تتم وتواصلت معاناتهم بهذه الأكواخ إلى حد الساعة وسط ظروف قاهرة.
 وتحدثت سيدة بكثير من المرارة عن الظروف القاسية التي تعانيها رفقة هذه العائلات داخل أكواخ قصديرية لا تتوفر على أدنى شروط الحياة ،حيث تحاصر المياه القذرة منازلهم من كل جهة، فضلا عن الإزعاج الذي يسببه لهم زوار المدرسة التي تتحول، حسبهم، في العطل وعند انتهاء الدوام في بعض الأحيان إلى مرتع للمنحرفين لشرب الخمر وتعاطي المخدرات وممارسة الرذيلة ،وكثيرا ما وقفوا على هذه الحالات لكن لا حياة لمن تنادي، كما يقولون.
 كما تحدثوا عن ظروف التمدرس الصعبة التي تواجه التلاميذ بسبب انعدام للصفوف وتدهور الساحة التي هي عبارة عن أرضية ترابية، كما أن التلاميذ  محرمون من ممارسة التربية البدنية وتتضاعف معاناتهم في فصل الشتاء.
و ذكر رب أسرة وجدناه في قمة الغضب بأنه ابن مجاهد يقيم في هذا المكان منذ الحقبة الاستعمارية وسبق وأن قام بتوجيه مراسلات إلى السلطات المحلية و الولائية وحتى وزارة المجاهدين من أجل التدخل لترحيلهم.
وقد هددت العائلات بغلق المدرسة، ما لم تسارع السلطات المحلية لمعالجة المشكلة سواء بترحيلهم أو بمنحهم ترخيص بالبناء في إطار قانون التسوية. مع الإشارة إلى أن السكان قاموا بتنظيم احتجاج في أول يوم من الدخول المدرسي بإضرام النار في العجلات المطاطية ومنع دخول التلاميذ إلى المدرسة للمطالبة بالترحيل.
إدارة المؤسسة تشكو انعدام الشروط الضرورية التي تساعد التلاميذ على التحصيل الدراسي الجيد ،من ذلك اشتراك السكان والتلاميذ في الساحة التي تعرف بدورها وضعية سيئة وتشكل خطرا على التلاميذ، وتحولها إلى معبر عمومي للمواطنين وللأشخاص الغرباء ،بسبب انعدام سياج يفصل الأكواخ عن الحرم المدرسي الذي يستعمل عادة للتوقف السيارات من طرف السكان.
 وهذا ما وقفنا عليه أثناء تواجدنا بالمدرسة ، وروى أحد السكان المجاورين للمؤسسة أنه في السنوات الماضية تحولت المدرسة إلى مقصد للتجار الخضر والفواكه، حيث يعمدون إلى ركن مركباتهم دون أدنى اعتبار للتلاميذ، كما علمنا بأن المدرسة تعرف عدة نقائص منها انعدام مطعم وإدارة.
 حيث قام المدير الجديد بتحويل جزء من الرواق إلى مكتب وقد حاولنا الحديث مع المدير للحصول على تفاصيل أكثر عن المدرسة، لكنه اعتذر عن الإدلاء بأي تصريح مكتفيا بالقول: "أنه قام بإرسال تقرير عن الوضعية للجهات الوصية".
رئيس البلدية بالنيابة خير الدين بوقميحة وعند اتصالنا به بخصوص وضعية هذه العائلات، أوضح بأن السلطات المحلية سبق وأن عرضت على السكان في سنوات التسعينات الاستفادة من سكنات وقطع أرضية لما كان عددها 4 عائلات فقط، لكن السكان رفضوا مشيرا إلى أن القضية حاليا محل دراسة  على مستوى الدائرة ومن المنتظر أن يتم اتخاذ جملة من الإجراءات أبرزها إقامة جدار واقي يفصل المدرسة عن الأكواخ القصديرية في انتظار إيجاد حل نهائي سواء بالترحيل أو بمنحهم رخصة البناء.
من جهته أكد مدير التربية بأن القضية تدخل ضمن اختصاص السلطات المحلية وليست له أية مسؤولية عدا في الأمور المتعلقة بالبيداغوجيا.
كمال واسطة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com