يسجل منسوب مياه سد عين زادة شرق ولاية برج بوعريريج، تراجعا غير مسبوق، بانخفاضه إلى أقل من 14 مليون متر مكعب، ما يضع المنطقة والبلديات المنونة من السد بما فيها بلدية البرج، على حافة أزمة عطش حقيقية، في وقت مازال القطاع يعاني من التبعية المناخية و انتظار ما تدره السماء من مياه الأمطار والثلوج، رغم استفادة قطاع الموارد المائية على مدار السنوات الفارطة، من مشاريع هامة لحفر الأنقاب و البحث عن بدائل أخرى، إلا أن منسوب معظم الآبار يعرف هو الآخر تراجعا كبيرا، بما فيها نقبي أم قريان ببلدية برج الغدير، التي عادة ماكانت بمثابة صمام أمان، تراهن عليهما مديرية الموارد المائية و وحدة الجزائرية للمياه، لتغطية العجز خلال فترات تراجع الكميات المنونة من سد عين زادة .
و تزايدت، خلال الأيام الأخيرة، شكاوى المواطنين، من التذبذب الحاصل في توزيع المياه، لا سيما ببعض الأحياء السكنية الواقعة بالمناطق العلوية ببلدية البرج، التي تعرف انقطاعا لمدة تصل لأسبوع و هو ما نبهت إليه المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ومحيطه عن طريق مكتبها الولائي، التي أشارت في مراسلاتها إلى النقص المسجل في المياه بمدينة البرج ومعاناة العائلات من التذبذب الحاصل في توزيعها، ما يدفعها إلى الاستنجاد بأصحاب الجرارات والشاحنات المزودة بصهاريج المياه واكتوائهم بدفع تكاليف إضافية تصل إلى حدود 1200 دينار للصهريج الواحد.
و في اتصال بمدير سد عين زادة، أكد على أن منسوب المياه سجل انخفاضا خلال الأسابيع الأخيرة، إلى 13 مليونا و 800 ألف متر مكعب، في سابقة لم تشهدها محطة الإنتاج منذ دخوله حيز الخدمة، حيث لم يشهد على مدار السنوات الفارطة تراجعا بأقل من 20 مليون متر مكعب، مشيرا إلى أن السبب في تسجيل هذا الانخفاض، يعود في الأساس إلى الشح المسجل في تساقط الأمطار منذ العام الفارط و على مدار سبع سنوات الأخيرة و حتى خلال شهري سبتمبر و أكتوبر الفارطين، ما دفع بحسبه إلى الاعتماد على برنامج جديد للتوزيع والتحلي بالحكمة في تسيير الكميات الموجودة به، لضمان تموين الساكنة خلال الأسابيع القادمة، في انتظار أن يتزايد منسوبه تدريجيا بدخول موسم تساقط الأمطار والثلوج.
و أشار محدثنا إلى أن ولاية البرج أصبحت تستفيد من حصة الأسد من سد عين زادة، بعدما كانت توجه ثلثي المياه من محطة الإنتاج والتصفية لبلديات ولاية سطيف، قبل استفادة هذه الأخيرة من مشاريع في إطار برنامج التحويلات الكبرى للمياه من سد موان و تحويل حصصها لبلديات ولاية البرج، لكن حالة الجفاف زادت من تعقيد الوضعية والصعوبة في تسيير المخزون، خاصة و أن نسبة امتلاء السد لم تعد تتعدى 11 بالمائة من طاقة الاستيعاب الإجمالية المقدرة بـ 125 مليون متر مكعب، ما يستدعي حسب ذات المدير، الحكمة في التسيير وترشيد الاستهلاك من قبل المواطنين والساكنة.
فيما أعلنت مديرية الجزائرية للمياه، عن إحداث تغيير في برنامج التوزيع عبر الأحياء السكنية ببلدية البرج، من مرة كل يومين، إلى مرة كل ثلاثة أيام، وذلك لتغطية جميع الأحياء السكنية بهذه المادة الأساسية وتمكين سكان المناطق العلوية من التزود بالمياه، باعتماد منطقة ثالثة في عملية التوزيع، تمس الأحياء السكنية الواقعة بالمناطق المرتفعة، لتضاف إلى برنامج التوزيع القديم الذي كان يعتمد فيه على توزيع المياه، على منطقتين الشمالية والجنوبية للمدينة .
و أكدت مصادر من مديرية الري، على أن حتمية التراجع في منسوب مياه السد والآبار، دفعت إلى تقليص حصة عاصمة الولاية بوحدة الإنتاج والتصفية بسد عين زادة، من 33 ألف متر مكعب يوميا، إلى 16 ألف متر مكعب، في حين أن الاحتياجات تقدر بأزيد من 50 ألف متر مكعب يوميا و هو سبب كاف لإحداث تغيير في برنامج التوزيع، فضلا عن التراجع المسجل في مياه الآبار، بما فيها نقبي أم قريان 1 و2 التي تشهد هي الأخرى انخفاضا كبيرا، حيث انخفضت كمية التموين منها إلى أقل من 5 آلاف متر مكعب.
ع/ بوعبدالله