شرعت بلدية بن جراح في ولاية قالمة، في بناء معبر جديد على وادي الشارف، لإنهاء عزلة استمرت لأكثر من عام عقب انهيار المعبر القديم في فيضانات شهر سبتمبر 2019، مما أدى إلى توقف حركة السير على الطريق البلدي الرابط بين بلديتي بن جراح و هواري بومدين.
و يمتاز المعبر الجديد بقدرته على استيعاب فيضان وادي الشارف و مقاومة التيارات المائية الجارفة التي ألحقت أضرارا بالغة بالمعبر القديم و عزلت عدة مشاتي بين البلديتين.
حيث يكتسي الطريق البلدي المقطوع، أهمية كبيرة بالمنطقة، فهو يختصر المسافة بين بن جراح و الطريق الوطني 20 و هواري بومدين و باقي المدن و القرى الواقعة غربي الولاية و يمكن للمتوجهين من مدينة قالمة إلى وادي الزناتي و قسنطينة، استعمال طريق بن جراح هواري بومدين لاختصار الوقت و تفادي زحمة السير على الطريق الوطني 20.
و يأمل سكان المشاتي الواقعة غربي بلدية بن جراح، في أن يصمد المعبر الجديد أمام فيضانات وادي الشارف، حتى لا تعود العزلة من جديد و يتعطل النشاط الزراعي بالمنطقة.
و يبلغ طول الطريق البلدي بين بن جراح و هواري بومدين، نحو 8 كلم و يمر وسط مشاتي آهلة يعتمد سكانها على الزراعة و تربية المواشي و يعد هذا المسلك بالنسبة لهم، بوابة على مدن و قرى الإقليم الغربي و نافذة إلى أسواق المواشي المحلية و الجهوية و منذ انقطاع معبر وادي الشارف، توقفت الحركة الاقتصادية و الاجتماعية بين بلديتين كبيرتين بولاية قالمة و تضاعفت المسافة بينهما على الوطني 20.
كما تعمل ولاية قالمة، على بناء المزيد من المعابر الصغيرة و تعبيد الطرقات الجبلية المنهارة لدعم الاقتصاد الريفي و تشجيع السكان على العودة إلى الأقاليم المهجورة و المساهمة في جهود إعادة الإعمار و وقف موجات النزوح التي أفرغت أقاليم جبلية بأكملها عندما تردت الأوضاع الأمنية منتصف التسعينيات.
و تعاني البلديات الجبلية بقالمة، من ضعف في الموارد المالية و لم تتمكن من إصلاح طرقاتها و فك العزلة عن السكان و في كل مرة تتدخل خزينة الدولة لدعم موازنة تلك البلديات و إنجاز المشاريع الهامة مثل الطرقات و المعابر و جلب المياه و مد شبكات الكهرباء و الغاز، لتحسين ظروف معيشة سكان المناطق الريفية النائية.
فريد.غ