سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة 7 سنوات سجنا نافذا لعون حماية مدنية رفقة صديقه و معاقبة فتاة بعام حبسا نافذا، لارتكابهم جناية اختطاف فتاة قاصر و محاولة الاعتداء عليها بالقرب من شاطئ سيدي سالم، فرت رفقة شقيقها الصغير، لتصدمها سيارة و تقتلها بالطريق الوطني رقم 44، فيما برأت المحكمة سائق المركبة من جنحة القتل الخطأ، فيما التمس ممثل الحق العام في حق المتهمين، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، عن جناية تكوين جمعية أشرار، الاعداد لجناية، و جناية خطف قاصر بالتهديد بالعنف و محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 15 أوت 2019 على إثر تلقي نداء من قاعة الإرسال، مفاده وقوع حادث مرور جسماني مميت بالطريق الوطني رقم 44 فوق جسر سيدي سالم، راحت ضحيته فتاة قاصر (م.ك) صدمتها السيارة من نوع بيجو 406 و تم نقل الضحية إلى المستشفى عن طريق الحماية المدنية لفظت أنفاسها الأخيرة هناك و السيارة كان يقودها المشتبه فيه (ن.هـ) و في تلك الأثناء، تقدمت فتاة أخری (ش.أ) و برفقتها صبي صغير، أكدت على أنها كانت رفقة الضحية و معهما شابين آخرين و حاولا الاعتداء عليهما ففرت الضحية القاصر منهما و صدمتها السيارة بالطريق الوطني.
لدى استجواب المتهمة (ش.أ)، صرحت بأنها كانت برفقة المرحومة بشاطئ الخروبة و قضيا اليوم هناك و تلقت المرحومة اتصالا هاتفيا في حدود الساعة السابعة مساء و أعلمتها بأن صديقها يعمل بالحماية المدنية سوف يتكفل بنقلهم إلى المنزل و فعلا حضر المعني و معه شخص آخر على متن سيارة من نوع «غولف» بيضاء اللون و توجهوا إلى المكان المسمی رأس الحمراء و بعدها توجهوا إلى حي سيدي سالم و بالضبط بالمنطقة الصناعية حينها قام المدعو (ع.م) و الذي يعد صديق الشخص الذي تعرفه المرحومة و ركن السيارة و طلب منهما البقاء داخل السيارة و بعد رفضهما للأمر، نزلت الفتاتان و كذا الطفل و حاولوا الفرار من المكان حينها قام المتهم (ع.م) باللحاق بهم و امسك بالضحية و قام بإدخالها عنوة إلى السيارة بعدها قامت هي بالفرار رفقة القاصر شقيق المرحومة و تصادفت مع دورية الشرطة و أعلمتهم بالأمر و لاحظت حادث مرور تبين و أنه يخص صديقتها القاصر.المتهم (ع.م) صرح أنه و بتاريخ الوقائع، تلقى مكالمة هاتفية من المسمى (ب.ع) و هو عون حماية مدنية و طلب منه إيصاله إلى صديقته بشاطئ الخروبة و أعلمه بأنها برفقة شقيقتها و وافق على طلبه و توجه إلى شاطئ الخروبة على متن سيارته من نوع «غولف» و وجد الفتاتين برفقتهم طفل صغير و صعدوا برفقته على متن السيارة و طلبت إحداهما التوجه إلى رأس الحمراء للتجول و فعلا توجه إلى هناك و رجع أدراجه و توجه لحي سيدي سالم و بالضبط بالمنطقة الصناعية، للالتقاء بشقيقه ليأخذ منه مبلغا من المال و عند وصولهم للمنطقة الصناعية انتاب الفتاتين الشك و نزلتا مسرعتين و فرتا و لم يقم بإمساك إحداهما بالقوة على الإطلاق و تركهما بحال سبيلهما و نفي أن يكون أمسك بهما بالقوة و شاهد أثناء وصول الفتاة إلى الطريق الوطني رقم 44 تعرضها لحادث مرور أين صدمتها سيارة، نافيا حمله لأية أسلحة بيضاء، أو تحويل الفتاة و نفى أن يكون يعرف الفتاتين و أن من يعرفهما هو صديقه (ب.ع).
المتهم (ب.ع) صرح بأنه فعلا بتاريخ الوقائع، بينما كان يزاول عمله في الحماية المدنية بشاطئ البحر بسيدي سالم، تقدمت منه فتاتان و طلبت منه الصغرى استغلال المرحاض و بعد أن قضت حاجتها، طلب منها رقم هاتفها النقال و سلمته إياه أمام مرأى الفتاة الكبرى و غادرتا المكان على متن سيارة من نوع هیلیكس و في المساء على الساعة الثامنة ليلا، اتصل بها و طلبت منه أن يتقدم إليها بشاطئ الخروبة لإيصالهم و فعلا استعان بصديقه (ع.م) الذي يملك سيارة من نوع «غولف» و توجه إليهما و أخذهم و كان معهم طفل صغير و طلبت الفتاة الكبرى من صديقه أن يتجول بهما إلى منطقة رأس الحمراء و كان لها ذلك و بعدها رجعوا إلى حي سيدي سالم و ركن السيارة لمدة بحي 700 مسكن و ترجل هو و صدیقه و بقيا يتحدثان مع شخص آخر، و توجه ذلك الشخص للسيارة من أجل أخذ سيجارة و توجها فيما بعد إلى المنطقة الصناعية، حينها عاود إيقاف السيارة و ترجل المتهم (ع.م) و بقي هو يتحدث مع الفتاة الصغرى و في تلك الأثناء، قامت الفتاة الكبرى بالنزول هي و الطفل و الضحية من السيارة و فروا حينها لحقهم المتهم (ع.م) و قام بسحب سلاح أبيض من نوع سكين و منحه للفتاة الصغرى المرحومة و طلب منها ضربه به و ذلك ليزول عنها الخوف و نفي أن يكون المتهم (ع.م) ضرب الفتاتين.
و لدى استجواب والد الضحية، أكد على أنه على علم بالوقائع و أرجع المسؤولية إلى طليقته و المشتبه فيهما، أما بسماع والدة الضحية، صرحت بأن ابنتها خرجت و معها ابنها الآخر الصغير (م.إ) حوالي الساعة الثالثة و النصف و هي كانت بالمنزل تنتظرهما من أجل تناول وجبة العشاء و فجأة و حوالي الساعة التاسعة ليلا، اتصلت بها المتهمة (ش.أ) و أخبرتها بأن مجهولين قاموا بخطف ابنتها الضحية و لم تتمالك نفسها و خرجت مسرعة متوجهة إلى المنطقة الصناعية بسيدي سالم و فعلا وصلت إلى هناك لتجد الحماية المدنية و جمع غفير من الناس، حيث تبين أن الضحية ابنتها صدمتها سيارة و تم نقلها إلى مستشفى ابن رشد بعنابة و لفضت أنفاسها الأخيرة هناك.
حسين دريدح