تكشف، الأرقام المقدمة من مختلف الهيئات ولجنة متابعة وباء كورونا كوفيد 19، بولاية برج بوعريريج، عن حجم الاستهتار والتراخي بين المواطنين، خصوصا في الفترة الأخيرة التي سجلت فيها عودة حالات العدوى بالفيروس بقوة، أين كشفت مصالح الأمن عن تحرير 12446 مخالفة منذ بداية ظهور الوباء، ناهيك عن حالات الغلق للمحلات التجارية وحجز مركبات المخالفين لتوقيت الحجر .
و تشهد، أغلب بلديات الولاية تسجيل حالات اشتباه جديدة للإصابة بالفيروس، رغم حملات التوعية والتحسيس، أين يتواجد حوالي 150 مريضا بمستشفيات الولاية، منهم من وصفت حالتهم بالخطيرة، ما استدعى وضعهم بغرف الانعاش وتحت العناية المركزة، بمعدل يصل إلى 10 حالات أسبوعيا، بالنظر إلى تدهور وضعهم الصحي.
و بالموازة مع تزايد الحالات، يسجل تراخ في التقيد بالتدابير والتعليمات الوقائية، أين كانت لنا جولة بمدينة البرج، أين يتعمد الكثيرون التخلي عن وضع الكمامة، وعدم التقيد بإجراءات التباعد، مرجعين ذلك إلى غلاء أسعار الكمامات، وعدم قدرتهم على تحملها طيلة اليوم والتعود عليها، في حين مازال البعض يعتقدون أن الفيروس يصيب الكبار والمسنين، مبررين ذلك بعدم تعرضهم للإصابة وأعراض الوباء، رغم احتكاكهم اليومي بالمواطنين، على غرار ما قاله شاب يعمل بمقهى يقع بالعمارات المجاورة لملعب 20 أوت، عندما سألنها عن مدى التقيد بالإجراءات الوقائية في تعامله مع الزبائن، بعد القرار القاضي بإزالة الطاولات والكراسي من المقاهي والمطاعم، والاكتفاء بمنح الوجبات والمشروبات محمولة .
و فيما تعرف بلديات الولاية، و بالأخص المدن الكبرى على غرار بلدية البرج ورأس الوادي و مجانة وبرج الغدير والمنصورة، تسجيل حالات اشتباه جديدة يوميا، فضلا عن تناقل صور لدفن عدد من الموتى وفقا للإجراءات الاحترازية من انتقال عدوى الفيروس بالمقابر، تبقى الشوارع تعج بحركة المارة دون اتخاذهم لتدابير الوقاية، كما تزايدت مؤخرا شكاوى أصحاب المحلات من تطبيق الإجراءات الصارمة والمراقبة الدورية لمحلاتهم، خصوصا المقاهي والمطاعم ومحلات الأكل السريع والمحال التجارية، مبررين ذلك بخنق نشاطهم وتأثير قرارات الحجر الصحي على مداخيلهم، خلافا لفترة بداية ظهور الوباء التي كانوا فيها على درجة عالية من الوعي بخطورة الوباء، أين ساهموا في التقليل من خطورته وانتشاره، بتقيدهم الصارم بالتعليمات.
و نبهت سلطات الولاية، في مختلف الحملات التوعوية، وحملات تعقيم و تنظيف الأحياء السكنية والشوارع، على حتمية التقيد الصارم بالتعليمات، فضلا عن تأكيدها على تدعيم فرق المراقبة، وردع المخالفين، كما كشفت مصالح أمن الولاية، على وضع مخطط عمل شامل، اتخذت فيه عدة إجراءات، بداية من اطلاقها لحملات التوعية والتحسيس، وصولا إلى عدم التساهل في ردع المخالفين، أين أشارت إلى مراقبة 12661 شخصا، وتحرير مخالفات في حق 12446 شخص لعدم التزامهم بتعليمات الحجر الصحي الجزئي، فضلا عن مراقبة 1509 مركبة، تم وضع 1238 مركبة منها و543 دراجة نارية في المحشر البلدي.
و فيما يخص النشاطات التجارية، أحصت المديرية الوصية بالتنسيق مع مصالح الأمن، في خرجاتها الميدانية مراقبة 16980 محلا تجاريا، ما أسفر عن تحرير 1812 مخالفة منها 1078 اعذارا كتابيا و اقتراح غلق 734 محلا لعدم الالتزام بإجراءات الوقاية، على غرار التخلي عن ارتداء الكمامة، وعدم تطبيق تعليمات التباعد الجسدي، و انعدام النظافة و وسائل التعقيم، فضلا عن تسجيل 55 مخالفة تتعلق بالمضاربة والاحتكار أحيلت فيها ملفا 73 شخصا على العدالة.
ع/ بوعبدالله