سلّطت، أمس محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 12 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية تعويضية بقيمة 57 مليون سنتيم، في حق متابع بجناية محاولة القتل العمدي ووضع النار عمدا بمركبة ، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد.
القضية مثلما تم طرحت أمس في جلسة المحاكمة، ترجع إلى ليلة الثاني من شهر جويلية من السنة الماضية، عندما شبت ألسنة اللهب في سيارة من نوع «نيفان» على طريق خنشلة بجانب المذبح البلدي بعين البيضاء، أين تدخل عديد المواطنين لإخماد النار ، بعد مناشدة أطلقها صاحب المركبة (ن.جلال)، غير أن بعض من كانوا منشغلين بإخماد النار، صدمتهم سيارة سياحية تحمل ترقيم ولاية عنابة، والتي اتضح بأن المتهم الحالي هو من كان يقودها، و الذي كان محل بحث، ليسلم نفسه خلال الأسابيع الماضية لمصالح الأمن.
التحقيقات الأمنية وبحسب ما ذكره بعض الشهود، بينت بأن الضحية تنقل لمفترق الطرق المؤدي لقصر الصبيحي ليلا، وكان رفقة بعض أصدقائه في انتظار المتهم، الذي تم الاتفاق معه سابقا في جلسة خمر بولاية عنابة، على إتمام صفقة لبيع الأقراص المهلوسة بمدينة عين البيضاء، ليتنقل الجاني لمدينة عين البيضاء على متن سيارته وبحوزته مبلغ مالي يقدر بـ20 مليون سنتيم، غير أنه تفاجأ لتعرضه للاحتيال كون الصفقة لم تتم، ولا وجود لصاحب البضاعة، ليقوم بحسب التحريات في حدود الساعة الثانية صباحا بإضرام النار في سيارة الطرف الذي تواصل معه هاتفيا، ويقوم كذلك بدهس كل من يحاول إخماد ألسنة النيران، غير أنه وعند القبض عليه، أنكر تورطه في صفقة لشراء المهلوسات، مشيرا بأنه تنقل لعين البيضاء لأنه اتفق على مقايضة مركبته بمركبة الضحية، نافيا أن يكون قد تورط في إضرام النار في سيارته.
الضحية (م.ف) الذي كان قاب قوسين من الوفاة، نتيجة للضربات الخطيرة التي لحقت به، بين بأنه كان متوجها للسوق أين يعمل رفقة جاره المسمى (ب.ش)، ليسمعا شخصا يستنجد بالمواطنين لمساعدته على إخماد النار التي شبت في سيارته، أين نزلا من سيارة جاره ، وانشغلا بإخماد النيران، لتصدمه سيارة كانت تسير بسرعة جنونية، وحاولت صدم صديقه كذلك، غير أن صديقه نجح في رؤية بعض أرقام لوحة السيارة والتي بينت أن صاحبها من عنابة، وتدخل أحد المواطنين حينها ونقل المصابين للمستشفى ، أين حول الضحية (م.ف) لقسنطينة، وتم إنقاذه في آخر لحظة.
ممثل النيابة العامة أشار بأنه من الغريب أن يقطع شخص مسافة 160 كلم ليشتري أو يبدل سيارته على الساعة الثانية صباحا، ولا يعلم حتى مواصفات السيارة التي قدم لأجلها، وهي ليست مسألة يغامر من أجلها المتهم، وبين بأن هناك تجارة رائجة للمواد الصيدلانية المهلوسة ومع رواجها راجت أفكار المجرمين و المنحرفين، أين باتوا يوهمون الناس بصفقات لبيع المهلوسات، وعندما يتقدم المشتري لا يجد أي بضاعة، وهي وقائع شائعة بمدينة عين البيضاء، وباتت ظاهرة منتشرة لأنه لا يمكن للضحايا التقدم بشكوى . و حسب النيابة المتهم في هذه القضية أبرم صفقة لشراء المهلوسات وتعرض للنصب، بعد أن استولوا على أمواله، ليقع في جريمتين الأولى هي حرق سيارة والثانية محاولة القتل العمدي لأشخاص كان يظن أنهم أصدقاء صاحب المركبة، ولأنه لم يستطع التقدم بشكوى أراد أن ينتقم هو بنفسه. أحمد ذيب