استعاد مشروع المستشفى الجديد بمدينة حمام دباغ بقالمة، حيويته بعد أن مر بمرحلة صعبة بسبب إجراءات الحجر الصحي التي بدأت شهر مارس الماضي، و بدأ يحرز تقدما مشجعا بعد تدعيمه بمزيد من اليد العاملة المتخصصة في مجال البناء، و جلب معدات و وسائل الإنجاز المتطورة للتغلب على الطبيعة الجيولوجية الصعبة لأرضية الموقع، و تسهيل مهمة المهندسين الذين يسابقون الزمن للخروج من مرحلة الأساسات و بداية إعلاء الطوابق في غضون الأشهر القليلة القادمة.
ويعد مركز الخرسانة المسلحة و الرافعات العملاقة من أهم وسائل الإنجاز بموقع المشروع، حيث تم التغلب على مشاكل إنتاج الخرسانة و نقلها و أصبحت الورشة الكبيرة أكثر مرونة و فعالية مقارنة بما كانت عليه عندما انطلق المشروع بداية 2020. ويتوقع المشرفون على المشروع نهاية الإنجاز و التجهيز في الموعد المحدد سنة 2022، إذا استمر العمل بنفس الفعالية.
و قد سمح المشروع الهام بإحداث مناصب عمل هامة لسكان المنطقة الذين يعانون من البطالة بسبب الركود الاقتصادي و انحسار مشاريع البناء الكبرى.
و تبلغ قدرة مستشفى حمام دباغ 60 سريرا و به أقسام للجراحة و الاستشفاء، و يتوقع أن يشمل العديد من التخصصات الطبية حيث سينهي معاناة سكان دائرتين هما حمام دباغ و عين احساينية أين يعيش ما لا يقل عن 70 ألف نسمة يعانون من نقص الخدمات الصحية المتخصصة، و هم يتنقلون الى مدن قالمة و وادي الزناتي للعلاج.
و تعاني ولاية قالمة من تراجع مقلق في مجال الرعاية الصحية، و لم تعد مستشفياتها القديمة قادرة على مواجهة التعداد السكاني المتزايد بإمكاناتها المادية و البشرية المحدودة، و أصبحت المستشفيات الجديدة بالأحواض السكانية الكبرى الحل الوحيد للتغلب على العجز المسجل في مجال الرعاية الصحية، خاصة في حالات الطوارئ كما يحدث حاليا مع جائحة كورونا، حيث يجد السكان صعوبات كبيرة للحصول على الكشف و العلاج دون التنقل و قطع مسافات بعيدة للوصول إلى كبرى المستشفيات بمدن قالمة، وادي الزناتي و بوشقوف.
فريد.غ