دق مدير الحماية المدنية بميلة ناقوس الخطر، بسبب حالات الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون المسجلة باستمرار بهذه الولاية، التي استهلت العام الجديد بخمس حالات سجلت ببلدية فرجيوة، لتتبعها بعد يومين تسع حالات أخرى من عائلة واحدة بالمشيرة، حيث وصلت الحصيلة حتى أمس الأربعاء إلى 17 ضحية بإضافة مختنقات ثلاث بمدينة فرجيوة تم إسعافهن أمس.
الدكتور الرائد محمد رضا مرباح، في حديثه للنصر ناشد السكان باحترام و اتباع شروط الصيانة والأمان، عند تركيبهم المدفأة والسخان وخلال استعمالهما، لتجنب الخطر المحدق بهم في حالة تهاونهم في هذا المجال، مؤكدا على ضرورة الاستنجاد بعامل مهني عند تركيب هذه الأجهزة التي يجب أن توضع في أمكنة ذات تهوية جيدة وقابلية جيدة لتصريف الغاز المحترق، مشيرا إلى أن ولاية ميلة عرفت خلال العام الماضي وفاة 8 أشخاص بسبب استنشاقهم لغاز أحادي أكسيد الكربون، آخرهم شيخ في العقد السابع من العمر، مع تسمم واختناق 58 شخصا تم تحويلهم نحو مصالح الاستعجالات الطبية لتلقي العلاج بعد تقديم الإسعافات الأولية لهم.
وقال محدثنا إن من بين الأسباب الرئيسية المؤدية لحالات الاختناق، عدم ربط المدفأة أو سخان الماء بقناة المدخنة، أو وجود تسرب الغاز من هذه الأخيرة داخل المسكن العائلي، نتيجة الثقوب الموجودة بها، وكذا عدم تفقدها قبيل تشغيل جهاز التدفئة والتأكد من عدم انسدادها بأي جسم كان، داعيا إلى ضرورة توفر كل منزل على الجهاز الكاشف لغاز الكربون، مع الالتزام بعدم إحداث تغييرات على مدخنة شقق العمارات.
ولأن هذه الحوادث عادة ما تسجل في أشهر محدودة ومعلومة تتزامن مع حلول البرد والمطر، فقد بادرت مصالح الحماية المدنية مطلع الشهر المنقضي، لتنشيط حملات تحسيس وتوعية حول مخاطر غاز الكربون لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية، بغرض نقل المعلومات لأفراد عائلاتهم الباقين.
من جهته أوضح مدير التجارة لولاية ميلة في تصريح للنصر، بأن تجار أجهزة التسخين، مطالبون بإرفاق كل مدفأة بشهادة الضمان وبجهاز الكشف عن غاز الكربون، مضيفا بأن ميلة تتوفر بمدينة فرجيوة على وحدة عمومية لإنتاج المدفئات، حيث بينت عمليات الرقابة أنها ذات جودة وتتوفر على معايير السلامة، لكن ذلك لا يعفي المواطن من التأكد من الشروط الضرورية للأمان عند شرائه لأي علامة تباع في السوق، وفق المتحدث.
إبراهيم شليغم