تواجه المقاولات الحائزة على صفقات ضمن المشروع الكبير للتهيئة والتحسين الحضري الممول من صندوق الضمان و التضامن للجماعات المحلية بقالمة، صعوبات ميدانية كبيرة، حالت دون وفائها بالالتزامات التعاقدية التي وقعتها مع الإدارة المشرفة على المشروع قبل عدة أشهر، مما سبب مشاكل كبيرة بالمدن و القرى التي استهدفها المشروع الضخم الذي استفادت منه الولاية نهاية 2019.
و قد تحولت شوارع المدن و القرى إلى ورشات مفتوحة بعضها يحرز تقدما و البعض يسير بوتيرة بطيئة، و البعض الآخر توقف في منتصف الطريق و مشاريع أخرى لم تنطلق تماما رغم حصول المقاولات على أوامر ببداية الخدمة.
وقال والي قالمة كمال الدين كربوش في لقاء مع المجتمع المدني و مسؤولين محليين ببلديتي بلخير و بومهرة احمد و دائرة قلع بوصبع، بأنه من غير المقبول أن يبقى الوضع هكذا، و دعا الإدارة المشرفة على المشروع إلى التحرك و اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنشيط الورشات المتعثرة، و البحث عن بدائل أخرى للإنجاز و تحريك العمل بالمواقع التي تعرف تأخرا غير مبرر و غيابا تاما للشركات.
و دعا المتحدث إلى تطبيق قانون الصفقات بكل صرامة من خلال توجيه الإعذارات للمقاولات المخلة بالتزاماتها، و فسخ الصفقات المبرمة و إدراجها ضمن القائمة السوداء التي تحرمها من الحصول على صفقات في المستقبل. ولم يتوقف سكان المدن و القرى المعنية ببرنامج التهيئة و التحسين الحضري الممول من الصندوق الذي تشرف عليه وزارة الداخلية، عن المطالبة بإيجاد حل للشركات المتعثرة، و إنهاء العمل بالمواقع المستهدفة، و التخفيف من المعاناة مع الغبار و الأوحال و الطرقات المنهارة.
و منذ تعيين مدير جديد لقطاع السكن المشرف على المشروع الكبير بدأت بعض المواقع تنتعش بالعديد من البلديات، و عادت الكثير من المقاولات إلى مواقعها لكن الوضع مازال يثير القلق بعشرات المشاريع المتعثرة، و خاصة بالمدن الكبرى التي استفادت من اعتمادات مالية ضخمة لتعبيد الطرقات و بناء أنظمة جديدة للحماية من الفيضانات و تجديد قنوات مياه الشرب و الصرف الصحي، و الإنارة العمومية ترميم المدارس و قاعات العلاج، و إنجاز ملاعب جوارية و حدائق و ساحات عامة، و تمديد شبكات الغاز و الكهرباء و غيرها من العمليات الأخرى التي تهدف إلى تحسين إطار الحياة العامة للسكان.
و يتوقع أن تسفر الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية عن نتائج ميدانية مشجعة لإنقاذ المشروع الكبير من الركود و الفشل، و إعادة الأمل للسكان الذين يعيشون وضعا صعبا منذ أكثر من عام، بعد أن فشلت الكثير من المقاولات في إنجاز المشاريع المسندة إليها، بسبب نقص الإمكانات المادية و البشرية، و أخطاء في الدراسات التقنية، و عوائق ميدانية حالت دون إطلاق عملية الإنجاز و خاصة داخل الأحياء السكنية المتداخلة. فريد.غ