أبدت لجنة مشكلة من إطارات في وزارة السياحة والصناعات التقليدية، لدى معاينتها لمشروع إعادة تأهيل وعصرنة وتوسعة فندق المرجان العتيق بمدينة القالة في ولاية الطارف، نهاية الأسبوع المنقضي ، استياءها للتأخر الكبير المسجل في وتيرة الأشغال التي لم تتعد نسبة 30بالمائة ، خلافا للآجال التعاقدية المحددة لإنهاء المشروع الذي أوكلت أشغاله لشركة إسبانية متخصصة .
وقد شددت اللجنة الوزارية للشركة الأجنبية، على ضرورة احترام مدة الإنجاز المحددة ودعم الورشات بالوسائل المادية والبشرية لاستدراك التأخر المسجل في الأشغال، فضلا عن مطالبة مكتب الدراسات التابع للمجمع العمومي للفندقة والسياحة والحمامات المعدنية صاحب المشروع، بتفعيل المتابعة التقنية والدورية للأشغال في الميدان، مع توجيه تعليمات للمجمع بفسخ الصفقة مع الشركة الأجنبية في حال عدم استدراك التأخر المسجل في الأشغال والتقيد بآجال الانجاز و التأكيد على استعمال نفس نوعية مواد البناء للشكل الخارجي للفندق والحفاظ على طابعة الهندسي المميز و الذي صممه المهندس الفرنسي «بيون» بداية السبعينات.
وكان من المنتظر إعادة فتح فندق المرجان العتيق الذي له دلالات سياحية ومكانة خاصة لدى السياح وسكان المنطقة الصائفة الفارطة ، غير أن العملية تأخرت بسبب تفشي وباء كورونا ومعها توقفت الأشغال منذ مارس، بعد مغادرة الشركة الأجنبية والعمال والإطارات البلاد نحو وطنهم لمدة قاربت السنة ، قبل أن تستأنف الأشغال مؤخرا ولكن بوتيرة بطيئة بسبب عدم التحاق كامل تعداد العمال والإدارات الأجانب للشركة الإسبانية بالمشروع وهو ما دفع اللجنة الوزارية إلى التأكيد على ضرورة تجنيد كل الإمكانيات والوسائل لتفعيل الورشات لاستلام الفندق وفتحه في الموعد المحدد له.
وقد رصد المجمع العمومي للفندقة والسياحة والحمامات المعدنية، غلافا ماليا قدره 36مليون أورو لإعادة ترميم وتوسعة وعصرنة فندق المرجان بعد تدهور حالته في العمق وتراجع تصنيفه إلى ما دون نجمة جراء تدني نوعية الخدمات والاستقبال به، حيث تعول السلطات المحلية على إعادة الاعتبار لهذا الصرح السياحي لتدارك العجز المسجل الذي تشكو منه الولاية في مجال المرافق السياحية ، من خلال العمليات المبرمجة التي تشمل جانب التهيئة والعصرنة والتوسعة ، إضافة إلى دعم الفندق بإنجاز محطة للمعالجة بمياه البحر لتوسيع أنماط السياحة المحلية، علاوة على جملة من المرافق الخدماتية والرياضية والترفيهية الأخرى.
وذكرت مصادرنا، أن اللجوء للمناقصة الدولية لاختيار المؤسسات المؤهلة في عملية ترميم الفنادق العتيقة، يعود إلى عدم توفر مثل هذه المؤسسات في الجزائر ، مضيفة بأن أشغال العصرنة وإعادة التأهيل سوف تراعي الحفاظ على النمط الهندسي المميز للفندق المشكل من مادة شبيهة بالصخور البحرية، على أن تتكفل الشركة الأجنبية بتكوين اليد العاملة المؤهلة المحلية في هذا المجال بهدف الاستفادة من التجربة الإسبانية الرائدة في هذا الميدان والقيام بعمليات الصيانة الدورية للفندق مستقبلا من دون اللجوء إلى الشركات الأجنبية.
وأكد مصدر من مديرية السياحة، على أن الفندق كان من المفروض إعادة فتح أبوابه أمام السياح الصائفة الفارطة، غير أن تأخر الأشغال وتوقفها بفعل تفشي وباء الجائحة، أجل العملية، فيما تراهن السلطات المحلية والوصاية على فتح الفندق الصائفة المقبلة، إلا أن هذا يبقى مستبعدا جدا بالنظر لوتيرة الأشغال المحتشمة، ما يعني حسب مصدرنا، تأجيل موعد إعادة فتح الفندق العتيق «المرجان» إلى صائفة 2022 .
يشار أن عملية عصرنة وتأهيل وتوسيع فندق المرجان ستسمح بإعطائه تصنيف من 4نجوم ،مع دعمه ببعض المرافق السياحية الجديدة التي من شأنها الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة للزبائن، على غرار إنجاز محطتين للمعالجة بمياه البحر والمياه العذبة، إنجاز المسابح، ملاعب للرياضة وحظيرة لتوقف السيارات وتوسعة الغرف إلى 103 غرف و توسيع المطاعم و قاعات الشاي و غيرها من الخدمات.
نوري.ح