كشف مدير الأشغال العمومية لولاية ميلة، عن استهلاك قطاعه لـ6200 مليار سنتيم في عشريتين، مشيرا إلى أن طبيعة التضاريس الصعبة للولاية، تكلف المزيد من الأغلفة المالية لإنجاز المشاريع.
و يجمع سكان ولاية ميلة و زوراها، على أن هذه الأخيرة تفتقر لمداخل مشرفة و شبكة طرقات تليق بمقامها كولاية محورية، تشكل بفضل موقعها الجغرافي مركز عبور هام نحو جهات الوطن الأربع.
و أنه رغم السنين الطويلة التي تلت ترقيتها إلى مصاف الولايات، لم تتمكن ولاية ميلة بعد من التخلص من تبعات التركة الثقيلة التي ورثتها عن ولايات قسنطينة، جيجل، سطيف و باتنة، التي حولت لها بلديات و مناطق جد متخلفة تنمويا لم تحظ بالعناية اللازمة بولاياتها الأم.
هذه الملاحظة الأخيرة و إن أقر بها مدير للأشغال العمومية المهندس عبد صلاي، إلا أنه ثمن و ذكر بالجهد المالي الكبير الذي ضخته الخزينة العمومية لفائدة القطاع بالولاية في العشريتين الماضيتين و العمليات الاستثمارية الممركزة و غير الممركزة المسجلة فيه و المقدرة بـ 168 عملية و تطلبت رصد أكثر من 6200 مليار سنتم لانجاز المشاريع التي تضمنتها هذه العمليات. مضيفا بأن الطبيعة الجيولوجية و الجغرافية و تضاريس الولاية المتميزة بانزلاق التربة فيها، مكلفة للقطاع، حيث أن المبالغ المالية المطلوبة لانجاز مقطع ما من الطريق بميلة، يكلف ثلاثة أضعاف القيمة المالية التي ينجز بها نفس المقطع في جهات أخرى من الوطن، إضافة إلى حجم حركة المرور و درجة الحمولة العابرة لشبكة الطرق بميلة، خاصة القادمة من ميناء جن جن بجيجل و كذا حظيرة المركبات التي تضاعفت بشكل كبير في السنين الأخيرة، ما أثر سلبا عليها و يتطلب الصيانة الدورية لها .
شح الموارد المالية و الوضعية التي تعيشها البلاد من فترة أدت إلى تجميد الكثير من العمليات المسجلة، كما أن القطاع بالولاية أصبح نتيجة لذلك لا يتحصل على احتياجاته المالية اللازمة، من ذلك أن طلباته للسنين القليلة الماضية التي تراوحت بين 600 و700 مليار سنتم لإصلاح الأضرار التي لحقت بشبكة الطرقات الولائية و البلدية و صيانتها، لم تلب إلا بنسب قليلة، حيث تحصل القطاع على 70 مليار سنتم سنة العام الماضي و هذه السنة منح 62 مليار سنتم و هي المبالغ التي وجهت لأشغال الصيانة.
ثم أن جائحة كورنا كان لها أثرها السلبي على التنمية و نشاط مؤسسات الإنجاز التي اضطر البعض منها للتخلي عن المشاريع التي حازت عليها نتيجة الضائقة المالية التي تعيشها و التي جعلتها تعجز عن الوفاء بالتزاماتها .
طموحات القطاع يقول السيد صلاي، تتوزع بين استدراك التأخر المسجل على شبكة الطرقات و توسعة محاورها، فترقية الطرقات الولائية الوطنية حتى تحظى بالتكفل مركزيا و المسعى الآخر يتمثل في خلق محولات عند بعض نقاط الاختناق، لاسيما بنقطة تقاطع مدخل القرارم قوقة مع الطريق الوطني رقم 27 و كذا تقاطع مدخل وادي العثمانية مع الطريق الوطني رقم 5 و تقاطع الطريق الوطني 77 مكرر مع الطريق المؤدي لفرجيوة، ناهيك عن انشغالات أخرى مثل طريق بين الحيطان الرابط بين بلدية زغاية و بلديات دائرة ترعي باينان و منها نحو ولاية جيجل.
إبراهيم شليغم