تحوّلت الحديقة العمومية ببلدية الحروش في ولاية سكيكدة خلال، الآونة الأخيرة، إلى مرعى للأغنام من طرف مربي المواشي، في ظاهرة أثارت استياء كبيرا من طرف رواد هذا المرفق الأخضر، واصفين هذا الفعل بالجريمة في حق الطبيعة و يستدعي التعامل معه بصرامة و ردع، مستغربين صمت السلطات المحلية رغم علمها بالأمر.
النصر تنقلت إلى الحديقة العمومية أين وقفنا على الظاهرة، حيث لاحظنا تواجد مربين للمواشي يعمدون لاختيار مساحات خضراء هي في الأصل مخصصة للعب الأطفال و تجمع العائلات، حولوها إلى مرعى للأغنام في تعدي صارخ على المرفق الطبيعي العمومي، ما تسبب في إلحاق ضرر كبير بالغطاء النباتي و الأشجار التي تم زرعها حديثا لتكون كلئ مفضل للمواشي، فضلا عن تلوث المكان بالفضلات التي تزكم الأنوف، ما جعل العائلات تفر و تجنح للتجمع على الأرصفة و حافة الطرقات الفرعية و حتى اللجوء لمدرجات مسرح الهواء الطلق لقضاء أوقات للراحة و لعب الأطفال.
اقتربنا من بعض العائلات لأخذ انطباعاتها حول الظاهرة، فأجمعت في تصريحاتها على أن وضع الحديقة أصبح لا يطاق و بات مبعث قلق و انزعاج بعدة أن كانت متنفسا لهم يقصدونها في الفترة المسائية و أيام العطل للتنزه و للراحة للتحول في الآونة الأخيرة إلى مرتع و وكر للمنحرفين و مرعى للأغنام، موجهين أصابع الاتهام لمربي المواشي الذين لم يراعوا خصوصية هذه الحديقة بكونها فضاء أخضر للتنزه و الراحة.
كما اعتبروا أن للسلطات المحلية لها جزء من المسؤولية إزاء ما يحدث في الحديقة، بسبب التزامها الصمت و اعتبروا ذلك تشجيعا لاستمرار العبث بهذا المرفق الأخضر.
قصدنا مجموعة من الشباب وجدناهم بقرب مسرح الهواء الطلق، قالوا بأنهم لم يجدوا مستحقات خضراء للجلوس فيها، بسبب احتلالها من طرف مربي المواشي الذين يستغلونها في رعي الأغنام و اعتبروا الوضع يستدعي تدخل السلطات المحلية لردع هؤلاء المربين.
و علمنا من بعض مسيري المقاهي هناك، أنهم سئموا من هذه الوضع و تدخلوا في العديد من المرات لدى هؤلاء المربين، بسبب تأثير الظاهرة على نشاطهم، لكن سرعان ما يعودون لنشاطهم من جديد.
نائب رئيس البلدية، الهادي بومود، أوضح بأن الظاهرة مقلقة و شوهت المنظر العام للمدينة و أقلقت زوار هذا المرفق، مضيفا بأن البلدية لم تتدخل لحجز المواشي إلى حد الآن، بسبب عدم توفرها على محشر للحيوانات، مشيرا إلى مقترح لانجاز حظيرة بجانب السوق الأسبوعية، بتكلفة حوالي ثلاثة ملايير سنتيم و عندها سيتم التدخل بصرامة لحجز أي مواشي تتجول عبر أحياء المدينة أو في مثل هذه المرافق الخضراء.
كمال واسطة
