كشف مدير التجارة لولاية عنابة، رابح بلحوت، أول أمس، عن القيام بنحو 30 عملية لمراقبة الأسواق و المساحات التجارية الكبرى المتخصصة في بيع المواد الاستهلاكية التي عرفت ارتفاعا في الأسعار، خلال الفترة الأخيرة، حيث تم التركيز على مادة الزيت و اللحوم البيضاء بهدف القضاء على المضاربة.
و أكد بلحوت على تكثيف العمل الميداني، حيث تم تجنيد 80 فرقة للعمل الرقابي طيلة أيام الأسبوع، بما فيها يومي الجمعة و السبت، شملت جميع البلديا، و في هذا الشأن، قامت المفتشية الإقليمية للتجارة بالحجار مع مصالح أمن دائرة الحجار، في إطار محاربة المضاربة و مراقبة الممارسات التجارية و مدى توفرها في السوق. و أوضح مدير التجارة، بأن سبب ارتفاع الأسعار إلى المظاهر الشراء فوق احتياجات المواطنين، رغم توفر مادة الزيت و مواد أخرى، كما حدث في وقت سابق مع مادة السميد، مشيرا إلى التنسيق مع تجار الجملة و المساحات الكبرى، لتلقي حصصها من مادة الزيت و المتوفرة بكثرة في عنابة، على اعتبار وجود مصنع لإنتاج زيت المائدة التابع لمجمع « لابال».
من جهتهم أوضح تجار للنصر، بأن تعميق أزمة الزيت راجع إلى اعتماد الضريبة على القيمة المضافة، ما جعلهم يعزفون على شرائه في ظل تراجع هامش الربح و مع تدخل مصالح مديرية التجارة، بدأت الأزمة في الانفراج.
و في ما يتعلق بارتفاع أسعار الدجاج و اللحوم البيضاء، حسب تصريح مربين للنصر، فإن سبب هذا الارتفاع يعود إلى عدم قدرة المربين على تلبية احتياجات السوق، كون تربية الدجاج تتطلب 45 يوما ليكون جاهزا للاستهلاك، بالإضافة إلى انخفاض أسعار اللحوم البيضاء، أعقبه مباشرة غلاء في السعر بسبب تخلي صغار المربين عن النشاط بسبب الخسائر التي يتكبدونها و كذا التربية المناسباتية للدواجن خاصة في شهر رمضان و المولد النبوي، حيث يفضل صغار المربين العودة للنشاط قبيل هذين المناسبتين بشهرين، كون الاستهلاك كبير و الأسعار تكون مناسبة لتحقيق الربح، إلى جانب تحكم المزارع الكبرى و المذابح في السعر في فترة الندرة.
و ذكر مربون، أن شعبة تربية الدواجن الوحيدة غير المهيكلة، حيث لا يوجد منطق للسعر على غرار الدول الأخرى التي تحمي الفلاح أو المربي و المستهلك في نفس الوقت، فأحيانا ينزل سعر كلغ دجاج إلى 150 دج و في فترة قصيرة يصعد إلى 450 دج. كما تربط تربية الدواجن وفقا للمربين، باستيراد الأعلاف خاصة الذرة و الصوجا، إلى جانب استيراد البيض من الخارج لتفقيس الصيصان.و في إطار عمليات المراقبة، تمكنت مصالح أمن ولاية عنابة، في إطار محاربة الممارسات التجارية غير القانونية، بالتنسيق مع مديرية التجارة، من ضبط عدة مخالفات تتعلق ببيع المواد الغذائية المختلفة، منها زيت المائدة و اللحوم البيضاء، كانت موجهة للمضاربة. و في نفس سياق، قامت فرق مختلطة بالقيام بعمليات تحسيسية في مختلف البلديات و تم التركيز على بلديتي عنابة و البوني نظرا للكثافة السكانية العالية و تواجد عدد كبير من المساحات التجارية الكبرى. حسين دريدح