لم يستبعد مدير الصحة لولاية تبسة، سعيد بلعيد، العودة مجددا إلى الحجر الصحي الشامل، على خلفية التطورات الوبائية، في الأيام الأخيرة، و التي وضعت تبسة ضمن الكوكبة الأولى للولايات الموبوءة بكوفيد 19، لاسيما بعد تسجيل حالات إصابة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا في عدد من البلديات.
و دق مدير القطاع ناقوس الخطر، موضحا لجريدة النصر، بأن تفعيل البروتوكول الصحي بات أكثر من ضروري للحد من تزايد عدد المصابين و حصر بؤر الإصابات، مضيفا بأن الوضع الوبائي صعب و يتطلب التطبيق الصارم للتدابير الاحترازية و عدم التراخي في ذلك، مع الالتزام بالتدابير الوقائية المرافقة لقرارات الحجر الصحي و تكثيف الدوريات و العودة لتعقيم بعض المقرات و الفضاءات و ارتداء الكمامة و غيرها.
داعيا إلى تفهم المواطن و انخراطه في مسعى الوقاية، كما ذكر في معرض حديثه، أن ولاية تبسة كانت قد سجلت 6 إصابات بالسلالة الجديدة المتحورة للفيروس، منها حالة وفاة و مكمن الخطورة في أنها سجلت في يوم واحد و لم تسجل في بؤرة واحدة، بل توزعت تلك الإصابات المؤكدة على 4 بلديات، الأمر الذي صعب من تحديد مصدر هذه العدوى و هو ما سيتسبب في تسجيل إصابات جديدة، في ظل التهاون بخصوص إتباع إجراءات التباعد و البروتوكول الصحي و عدم تقديم يد المساعدة للجان المكلفة بالتحقيقات الوبائية لمعرفة مصدر العدوى،.
كما أشار المتحدث، إلى أن المصالح الصحية المختصة، سجلت عدة حالات اشتباه أخرى، بعضها بكورونا القديمة و أخرى ذات علاقة بالمتحورة منها و حسب ما أستفيد من مدير الصحة، فإنه في حال ما إذا تواصل تهاون المواطن التبسي و استهتاره بالتدابير الوقائية، فسيتم اللجوء للإجراءات الردعية و ذلك للتقليل من الإصابات و حصر بؤرها و تحديدها.
مضيفا بأن الحالة الوبائية تتطلب تضافر جهود الجميع، من مواطنين و مؤسسات عمومية و خاصة و على الجميع بذل مجهودات إضافية في هذا المجال، مشددا على أن مصالحه قد تقترح العودة إلى الغلق و الحجر الصحي الشامل للولاية، إذا ما تواصل هذا التسيب و الاستهتار و التراخي بالصحة العمومية.
قائلا بأن مصالحه و بالتنسيق مع المؤسسات و الإدارات ذات الصلة، ستبرمج حملة تحسيس و توعية و ردع خلال هذه الأيام، لتجسيد إجراءات التباعد و التقيد الصارم بالتدابير الصحية و الوقائية، المنتهجة في مواجهة فيروس كوفيد 19.
والي تبسة، محمد البركة داحاج، و في اجتماعه، مساء الأحد، مع أعضاء اللجنة الأمنية الموسعة و بعد الاستماع إلى تقرير مدير الصحة بشأن الوضعية الوبائية في الولاية، أصدر حزمة من الإجراءات و القرارات الرامية إلى تفعيل البروتوكول الوقائي، حيث أمر بالتقيد التام بالبروتوكول الصّحي داخل المؤسسّات التربويّة و الخدماتية، بالإضافة إلى الإدارات و الهيئات العموميّة و توسعة ذلك إلى الأسواق و المتاجر، مراكز البريد، و المساجد، كما أمر بتفعيل الإجراءات الردعية ضد الأشخاص المخالفين.
كما أوصى بتشكيل لجان فرعيّة على مستوى الدّوائر، تعمل على متابعة الوضع الصّحي و تنفيذ مراحل البروتوكول الصّحي، مع تكثيف دوريّات المراقبة من قبل المصالح المختصّة و اللّجان المشتركة، بالتنسيق مع مصالح مديرية الصحة و حث في المقابل مديرية الصحة على متابعة الوضع و محاولة تحديد بؤر انتشار العدوى في أقصر وقت ممكن، لتفادي تسجيل المزيد من الإصابات و الضحايا، مع الاستئناس بتدابير الوقاية المصاحبة لقرارات الحجر الصحي.
داعيا إلى منع تنظيم حفلات الزّواج و الولائم و مجالس العزاء، باعتبارها من بين المناخات المساعدة على نقل الفيروس و كذلك مراقبة الأنشطة التّجاريّة في البلديّات و بالأخص تلك التي سجّلت بها إصابات بالسّلالة المتحورة.
كما أمر المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، بإعداد مخطط تدخل و كذا مخطط اتصالي لتفعيل عملية التحسيس بخطورة هذا الفيروس و العمل على إشراك أطياف المجتمع المدني و الأئمة في تلك الحملات.
و في سياق متصل، أصدر والي الولاية جملة من القرارات و التوصيات، على غرار إعادة تفعيل خلّية الأزمة على مستوى مقرّ الولاية و كذا الخلايا المنصّبة عبر الدّوائر و إعادة تفعيل ورشات صنع الكمّامات محليّا و توزيعها، مع منع دخول المواطنين إلى الإدارات دون كمّامة، تمديد الإجراءات المرافقة للحجر الصّحي و القاضية بمنع التجمّعات في المآتم و الأعراس و الولائم، إنشاء خليّة أزمة على مستوى المطار و على مستوى مديريّة الّتربيّة، كعمل استباقي و تحريك حملات التّوعية و التّحسيس و تنشيط عمليّات النّظافة التّعقيم و التّطهير.
الجموعي ساكر