احتضنت ولاية قالمة، تظاهرة وطنية للتخييم و التشجير، شارك فيها أكثر من 300 شخص، قدموا من 24 ولاية لاكتشاف طبيعة المنطقة و التعارف و المساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى المحافظة على البيئة و الثروات الطبيعية الوطنية، من غابات و مياه و معالم سياحية و كائنات برية تمثل عصب التوازن الايكولوجي.
التجمع الكبير لعشاق الطبيعة و الرياضات الجبلية و السياحة البيئية بالجزائر، نظمته جمعية "غار جماعة للسياحة و الرياضة الجبلية" و تلقى دعما كبيرا من رئيسة دائرة حمام دباغ، نورة غانمي" و كذا رؤساء بلديات بوحمدان، حمام دباغ و الركنية و مديرية الشباب و الرياضة و محافظة الغابات و الحماية المدنية و الدرك الوطني، حيث سعى الجميع لإنجاح هذا الموعد الهام الذي جمع أبناء الجزائر بين أحضان الطبيعة، في مؤشر يوحي بعودة الاهتمام بالبيئة و الطبيعة كمصدر للرخاء و الصحة و الأمن و الوحدة و السلام.
التظاهرة التي انطلقت يوم، الخميس و انتهت أمس السبت، أقيمت على ضفاف سد بوحمدان و امتد نشاطها إلى معلم حجر شواف و غابات بوعربيد، أين تم غرس شجيرات غابية لتكثيف الغطاء الغابي و تجديد المساحات التي تعرضت للحرق و عصابات الفحم على مدى السنوات الماضية.
و قد نصبت الخيام بين أشجار الكاليتوس على الضفة الغربية للسد الكبير، حيث الطبيعة العذراء و زرقة المياه و الطيور المائية و البرية و حيوانات أخرى وجدت في بيئة سد بوحمدان الموقع المناسب للعيش.
و قضى هواة التخييم و الرياضات الجبلية، ليلة ساحرة بين زرقة المياه الهادئة و غابات الكاليتوس و بساط أخضر من حشائش الربيع التي زادت المكان جمالا و جاذبية أثارت إعجاب الزوار.
و في اليوم الموالي، توجه المشاركون في التظاهرة الوطنية الكبرى، إلى قمة حجر شواف المطلة على عدة ولايات، أين تم تنفيذ برنامج التشجير المسطر و القيام بجولة وسط غابات الزان و الفلين و الصعود إلى معلم حجر شواف عبر السلم الحديدي، لاكتشاف الأفق البعيد بالعين المجردة، و بواسطة الهواتف و كاميرات المحترفين، التي تعد جزء مهما في نشاطات التخييم و الرياضات الجبلية.
و قبل مغادرة قمة حجر شواف و غابات بوعربيد، تناول المشاركون في المخيم وجبة تقليدية بمعلم برج "الغارد"، أعدتها جمعية حواء الحرة للنشاطات النسوية بقالمة و جلسوا على فراش تقليدي يحاكي عادات و تقاليد الأجداد القدامى الذين حافظوا على الطبيعة عقودا طويلة فكانت ملاذهم الآمن.
و بعد يوم حافل بالنشاط المفيد للطبيعة و الاقتصاد الوطني و كذلك بالاكتشاف و الاستمتاع بجمال الطبيعة العذراء، عاد الجميع إلى مخيم سد بوحمدان لقضاء ليلة أخرى هناك من السمر و النشاطات الفنية و زيارات التعارف بين المجموعات القادمة من مختلف جهات الوطن.
و استمر المخيم إلى غاية يوم السبت، موعد الرحيل الذي كان مؤثرا و مميزا، حيث تم تنظيف موقع المخيم و إطفاء النيران و حزم حقائب الجوالة و تطبيق تجوال "الروندوني" عبر مسار غابي صعب، يمتد من ضفة السد إلى قرية الراقوبة و الطريق الولائي 27، حيث كانت الحافلات و السيارات في الانتظار لقطع مسافات طويلة و العودة إلى الديار، في انتظار مخيم آخر يجمع أبناء الجزائر بين أحضان الطبيعة و يوطد علاقات التآخي و الوحدة و التعارف و تبادل الثقافات و معارف الاكتشاف و الرياضات الجبلية و السياحة البيئية، التي بدأت في الانتعاش بعد سنوات طويلة من القطيعة و الركود. فريد.غ