أرسلت محافظة الغابات و مديرية الصحة و مديرية النشاط الاجتماعي بقالمة، مساعدات غذائية و طبية للبدو الرحل بجبال عين رقادة يوم، الخميس، ضمن قافلة للتضامن أطلقتها السلطات الولائية للتخفيف من معاناة رعاة الغنم، الذين قدموا من ولايات الجنوب بحثا عن المرعى الخصيب، بعد أن أطبق الجفاف على البر الصحراوي الكبير.
و تضمنت المساعدات أدوية و فحوصات طبية و تلقيح للأطفال الصغار، و مواد غذائية أساسية كالطحين و الزيت و المياه المعدنية و العجائن و السكر، و غيرها من المواد الأخرى التي يحتاجها البدو الرحل، الذين يواجهون حياة صعبة بسبب العزلة و البعد عن المدن و القرى
و قاد محافظ الغابات بقالمة و مساعديه بمقاطعة وادي الزناتي، قافلة المساعدات الإنسانية التي انطلقت من أمام مديرية النشاط الاجتماعي، و قطعت مسافات طويلة للوصول إلى جبال و أحراش عين رقادة، أين حطت طلائع البدو رحالها منذ شهر تقريبا، و مازالوا يتوافدون على المنطقة هربا من الجفاف الذي أطبق على مراعي عدة ولايات، بينها بسكرة و الجلفة و الوادي، موطن سلالة الغنم الشهيرة بالجزائر. و استغرقت عملية إيصال المساعدات إلى العائلات المشتتة على مساحة تقارب 400 هكتار من الاحراش و الغابات، يوما كاملا عبر مسالك غابية وعرة تعد شريان الحياة للبدو الرحل، فهم يستعملونها يوميا للتنقل إلى المدن و القرى المجاورة، على متن الشاحنات و الجرارات و الدراجات النارية الملائمة للطبيعة الجبلية، و بالكاد يصلون إلى هناك لشراء المواد الغذائية، و تعبئة براميل المياه للشرب و سقي الأغنام العطشى.
و أعدت مقاطعة الغابات بوادي الزناتي قائمة بأسماء العائلات التي ستحصل على المساعدات الإنسانية حسب أول إحصاء أجرته عندما وصلت طلائع البدو الرحل قبل شهر تقريبا، و عندما وصلت القافلة إلى أحراش و جبال لمدور و عربية، تبين بأن وافدين جدد قد وصلوا إلى هناك منذ أيام قليلة بعد الإحصاء، و وعد منظمو قافلة المساعدات الإنسانية بالمزيد من المساعدات للوصول إلى كل الخيم المنتشرة على نطاق واسع، في واحدة من أهم التقاليد الاجتماعية و الرعوية عند مجتمع البدو الرحل، الذين يعيشون حياة الترحال منذ عقود طويلة، و يدعمون الاقتصاد الوطني بالمحافظة على سلالات الأغنام الجزائرية التي أصبحت تواجه تحديات كبيرة، كموجات الجفاف الناجمة عن التغيرات المناخية، و قلة الأعلاف، و الأمراض و تردي وضعية المراعي السهبية.
فريد.غ