يشهد سوق السمك بمدينة سكيكدة خلال شهر رمضان، حركية نشطة و إقبالا كبيرا، حيث يتحول إلى وجهة مفضلة من طرف مواطنين قادمين من مختلف ولايات الشرق، لاقتناء ما يحتاجونه من سمك القشريات رغم ارتفاع الأسعار و تجاوزها لسقف 2400 دج، بينما يبقى السمك الأزرق أو السردين الغائب الأكبر في هذا السوق و إن وجد، فبأسعار فاحشة تلامس 1200 دج، في حين يرجع الباعة سبب الارتفاع إلى طمع و جشع التجار.
و من أجل نقل صورة عامة عن أجواء عملية البيع و الشراء و مدى إقبال المواطنين على اقتناء السمك خلال هذا الشهر الفضيل مقارنة بالأيام العادية، قصدنا سوق السمك الكائن بميناء الصيد البحري في سطورة و أولى الصور التي تصادفك و أنت تلج المدخل، تلك السيارات التي تأتي من كل حدب و صوب، تحمل ترقيم ولايات من الشرق، أصحابها قدموا خصيصا لهذا السوق.
قصدنا أحد الباعة، فأكد لنا على أن السوق يعرف حركية نشطة خلال شهر رمضان مقارنة بالأيام العادية، لأن الكثير من المواطنين يستهويهم شهر رمضان و يزداد استهلاكهم للسمك و تجدهم يحرصون على اقتناء مختلف الأنواع من سمك القشريات رغم ارتفاع أسعاره و أغلب الطلبات تكون على الجمبري و بدرجة أقل البولب، الكلامار و سيبيا إضافة إلى سمك التونة.
مضيفا بأن هناك زبائن يأتون من ولايات شرقية مثل أم البواقي، قسنطينة، سطيف، البرج و ميلة و منها عائلات تفضل الإفطار على طبق السمك المشوي في شاطئ بيكيني على ضوء القمر في أجواء مميزة.
قصدنا بائعا آخر وجدناه منهمكا مع الزبائن قبل أن يتفرغ لنا و يؤكد على أنه يفضل في شهر رمضان، اعتماد نفس الأسعار التي اقتناها من الصيادين و الوسطاء و عدم الزيادة فيها، لتمكين مختلف فئات المجتمع من الشراء في ظل انعدام السيولة النقدية و غلاء المعيشة، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار لم يعد في رمضان فقط و إنما في باقي أيام السنة، لاسيما خلال هذا العام الذي تميز بوباء كورونا و ندرة الأسماك.
و في ما يخص الأسعار، قال محدثنا بأن الجمبري كان قبل رمضان يتراوح بين 1200 دج و 1600 حسب الأحجام ( صغير، متوسط، كبير) و حاليا ارتفع مع دخول شهر رمضان إلى 2000 دج و قد يرتفع خلال الأيام المقبلة، بينما حافظ سمك الروجي و الميرلون على أسعار بين 1700 و 1800 دج و يرجع عدد من الباعة أسباب ارتفاع الأسعار، إلى جشع و طمع بعض التجار الذين يستغلون هذه المناسبة لرفع الأسعار بدافع تحقيق الربح و لا علاقة بالندرة في هذا الأمر.
و ما لفت انتباهنا و نحن نتجول في السوق، هو غياب تام للسمك الأزرق أو السردين الذي كان يزين موائد العائلات المعوزة، حيث أكد الباعة في هذا السياق، على أن هذا النوع من السمك غير متوفر في السوق حاليا و يشهد ندرة كبيرة و يمكن القول أنه في طريق الانقراض و القليل من الصيادين من يتمكن من صيد كيس أو أربعة و هذا ما يفسر أسعاره المرتفعة التي تتجاوز سقف 1000 دج.
قبل أن نغادر السوق، تحدثنا مع عدد من المواطنين قدموا من قسنطينة، قالوا بأنهم تعودا على شراء السمك من سكيكدة، لاسيما في هذا الشهر الذي يستهويهم كثيرا، لكن ما لاحظوه هو أن الأسعار مرتفعة مقارنة بالسنوات الفارطة.
كمال واسطة