على مريض السيلياك أن يخضع لتشخيص دقيق لحالته الصحية عند طبيبه المعالج، قبل رمضان، و الطبيب هو المؤهل الوحيد لإخباره على ضوء النتائج التي توصل إليها، إذا كان يستطيع الصيام دون أن يعرض حياته للخطر أم لا، كما أكد للنصر الدكتور السعيد بوشامة، الطبيب العام العامل بمصلحة الاستعجالات الطبية على مستوى الوحدة الجوارية للصحة العمومية في بلدية عين عبيد، بولاية قسنطينة .
الطبيب قال أنه من الضروري أن يكون مريض السيلياك على دراية بمرضه، فهو عبارة عن حساسية للبروتين الموجود في مادة الغلوتين التي تحتويها عادة النشويات، و هي القمح بنوعيه الصلب و اللين و الشعير، و تؤدي هذه الحساسية إلى التهاب في الأمعاء، مما يتسبب في تلف شعيرات الامتصاص على مستوى الأمعاء الدقيقة، و ينتج عن ذلك صعوبات في الامتصاص، و نقص حاد في ما يحتاجه الجسم من معادن، و بروتينات جراء الإسهال الحاد الذي يسببه مرض السيلياك، والذي يؤدي بدوره إلى هزال شديد و فقدان الجسم للسوائل، فيتحول إلى حالة استعجالية تستلزم التدخل الطبي السريع، لتزويده بمياه إعادة التمييه، فيصبح الجسم يتغذى من نفسه، ما يؤدي إلى قصور في جميع الوظائف الحيوية للجسم، كالكبد والكلى و الغدد بصفة عامة.. و أوضح المتحدث أن المريض إذا اتبع حمية غذائية خالية من مادة الغلوتين، يصبح إنسانا عاديا، في هذه الحالة يستطيع الصوم ، لأن المرض مزمن ويحتاج إلى عناية خاصة، و على المريض الإلمام بوضعه الصحي و يكتسب ثقافة و دراية بمرضه ليتعايش معه. و أضاف بأن المريض يجب أن يتفادى الصوم في المراحل الحادة من الداء، لأنه يعاني من نقص حاد في الامتصاص، مما قد يؤدي به إلى الهلاك، ويمكنه أن يعيش بشكل عادي و يصوم في رمضان، عندما يصل إلى مرحلة التوازن بإتباع حمية غذائية و الانضباط في مختلف الوجبات التي يتغير فقط توقيتها في رمضان، و ذلك بتناول أطعمة خالية من الغلوتين.
و تابع الطبيب بأن المريض إذا تعرض إلى مرحلة الهيجان و الإسهال، عليه أن يتجنب الصوم، و يشرب كميات كبيرة من الماء. و أشار الدكتور بوشامة إلى أن المرض يصيب عادة صغار السن و يكبر معهم، و يمكن أيضا أن يصاب به كبار
السن. ص. رضوان