ينصح أخصائي الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى قسنطينة الجامعي، صهيب لزعر، المرضى الذين يعانون من التهابات الجهاز الهضمي المزمنة « مرضي «كرون» و «السيلياك»، بإتباع نمط غذائي منظم و خاص يضمن لهم صياما صحيا و مناسبا يجنبهم كل المشاكل الهضمية و المضاعفات التي قد تنجر عن الانتقال من الصيام إلى الإفطار، كما يقدم في هذا العدد، توجيهات ونصائح للأشخاص الذين يواجهون مشكل القولون العصبي المزمن وبالأخص من يعانون من الإمساك الحاد.
ويوضح الأخصائي، بأن مرض كرون قد يصيب الجهاز الهضمي من البلعوم وصولا إلى المستقيم، كما قد يصيب المعي الغليظ كذلك، علما أن هذه الأزمات تكون متكررة لكن على فترات، وعليه يتوجب على من يعانون من هذا المرض تجنب الألياف خلال فترات الأزمات بمعنى أن عليهم الابتعاد عن تناول الخضر والفواكه، لأن انعكاساتها ستكون سلبية على صحتهم، و يمكنهم تعويضها بأغذية مناسبة مثل الأرز و هريسة البطاطا و الأجبان الصلبة، بالمقابل يمكنهم خلال فترات الراحة خارج الأزمات تناول كل الأطعمة بشكل عادي، شريطة أن تكون المأكولات صحية و نظيفة لتجنب التسممات الغذائية التي قد تهيج الالتهابات.
أما بالنسبة لمرضى السيلياك، فيتوجب عليهم حسبه، الابتعاد كليا عن كل مصادر الجلوتين بشكل مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك التأكد من نظافة أواني المطبخ و خلوها تماما من هذه المادة وذلك لتجنب أي احتكاك ممكن قد يتسبب في العدوى، من جهة ثانية يتعين على الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي المزمن، و تحديدا مشكل الإمساك، الحفاظ على توازن الساعة البيولوجية التي تتحكم في عملية قضاء حاجاتهم، إذ يستحسن الدخول للحمام بشكل يومي إن أمكن، على أن يكون ذلك صباحا أو خلال المساء مع البقاء فيه لمدة مناسبة تسمح للأمعاء بأن تلين و تستريح كما تخلف رد فعل لا إرادي يدفعهم آليا مستقبلا لقضاء حاجاتهم بشكل مستمر في ذات التوقيت، لأن تأخير قضاء الحاجة كما قال، قد يتسبب في تهيج القولون العصبي و ظهور أعراض عديدة منها الانتفاخ والغازات و حتى الدوخة
ويتكون النظام الغذائي الأمثل لتجنب مشاكل القولون العصبي حسب الأخصائي، من لترين من الماء ينصح باستهلاكهما يوميا على فترات متقطعة، بداية من الإفطار وإلى غاية السحور، بالإضافة إلى الخضار والفواكه الغنية بالألياف و التي يستحسن أن تكون نظيفة وغير مطهوة وذلك لعدم التقليل من كمية الألياف التي تتوفر عليها، ففوائد الفواكه الطازجة مثلا، تكون أفضل بكثير منما تحويه العصائر المصنوعة منها حتى وإن كانت طبيعية.
وعن استهلاك المكملات الغذائية الموجهة لتخفيف مشاكل القولون العصبي، أوضح الأخصائي بأن الحاجة إليها تختلف من حالة إلى أخرى بحسب نوعية المشكل الذي يعاني منه الإنسان، ولهذا ينصح باستهلاكها بناء على نصائح و توجيهات الطبيب المعالج، فاللجوء لهذه المكملات يحتكم لطبيعة مكوناتها و الفائدة منها، و الحاجة إليها تتحدد بالعودة لنتائج الفحص، خصوصا وأن أعراض واضطرابات القولون العصبي تختلف من شخص إلى آخر ففي حين يعاني البعض من الإمساك، قد يشتكي آخرون من الغازات والانتفاخ أو الإسهال وغير ذلك.
وبخصوص الانتقال الصحي من الصيام إلى الإفطار، ينصح الطبيب، بإتباع نظام غذائي صحي، مع الالتزام بنفس التعليمات والتوجيهات التي قدمها لهم الأطباء مسبقا، على أن تكون الوجبات متوازنة و منظمة دون مضاعفة الكميات بشكل كبير، كما يستحسن أن تتنوع الوجبات بشكل يضمن للجسم الحصول على البروتينات والدهون والكربوهيدرات التي تتماشى مع الاحتياجات الطاقوية اليومية لكل فرد. هدى طابي