قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة المؤبد في حق متهمين اثنين بقتل شاب باستخدام عصا خشبية، بسبب خلاف حول مبارزة كباش بحي واد زياد التابع لبلدية البوني، و هو الحكم الذي التمسه ممثل الحق العام في حق المتهمين، عن تهمة القتل العمدي و المشاركة في القتل العمدي.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 30 جويلية 2020، عندما تلقت فرقة المناوبة المحلية لأمن دائرة البوني في حدود الساعة الثامنة ليلا، نداء من مصلحة الاستعجالات الطبية لمستشفى ابن رشد بعنابة، بخصوص استقبالهم لشخص مصاب بجروح بليغة على مستوى الرأس، حيث تنقلت عناصر الأمن إلى عين المكان، ليتبين أن الأمر يتعلق بالضحية (ر.م.ش) و هو مصاب بجروح بليغة على مستوى الرأس، استلزم إخضاعه لعملية جراحية، غير أنه فارق الحياة في اليوم الموالي في حدود الساعة الواحدة و النصف زوالا .
و حسب ما جاء في جلسة المحاكمة من وقائع، فإن المعلومات الأولية التي تحصلت عليها عناصر الأمن مباشرة بعد تلقيها للبلاغ، تفيد بأن الضحية تعرض للضرب و الجرح العمدي بواسطة أسلحة بيضاء (عصي خشبية) أثناء تواجده في حي طارق بن زیاد.
و توصلت تحريات مصالح الشرطة، إلى تعرض الضحية للضرب من قبل شخص يدعي «كعبورة» و يتعلق الأمر بالمسمي (م.خ)، بمشاركة (ز.ص.د)، كما تم ضبط أداة الجريمة و هي لوحتان خشبيتان استعملتا من طرف المشتبه بهما في الاعتداء على الضحية.
و بعد نبأ وفاة الضحية (ر.م.ش)، تقدم المشتبه بهما إلى مقر الأمن ولدى سماع أقوالهما، صرح (م.خ) أنه و بتاريخ الوقائع و في حدود الساعة 17:30 مساء، حضر مبارزة كباش جمعت بين كبش الشقيقين (ر.و.ع) و (ر.ب.د) مع كبش المسمى (ق.ع.ح)، غير أن كبش هذا الأخير تغلب على كبش الشقيقين، ليقوم الطفل (ر.ب.د) بالتلفظ بعبارات نابية، ليتدخل هو شخصيا و نهره طالبا منه الكف عن التلفظ بمثل هذه الألفاظ، وقتها تدخل شقيقه (ر.و.ع) و قام بتهديده بعبارة ( أي ساهلة رقبة )، ليقوم بصفعه ثم انصرف هو و شقيقه، موضحا بأنه و بعد هذه الأحداث و مع وقت صلاة المغرب من نفس اليوم و أثناء تواجده في كشكه بذات الحي، تقدم منه المسمى (ر.م.ع) و برفقته والده و ثلاثة أشخاص يجهل هوياتهم، كانوا يحملون أسلحة بيضاء تتمثل في سكاكين و عصي، ماعدا الضحية الذي لم يكن يحمل بيده أي نوع من الأسلحة البيضاء، حيث انهالوا عليه بالضرب حيث أصابه المسمى (ر.م.ع) بضربة على مستوى الكتف الأيسر و ضربة من أحد مرافقي هذا الأخير على مستوى ساعد اليد اليسري بواسطة سطح السكين، حيث قام هو شخصيا بحمل لوحة خشبية كانت موضوعة بغرض تسييج حديقة العمارة و بواسطتها وجه ضربة للضحية أصابه بها على مستوى ساعد كلتا يديه و هذا بعدما حاول الضحية ضربة بواسطة سكين، موضحا بأنه في تلك الأثناء شاهد صديقه المسمی (ز.ص.د) و هو يحمل لوحة خشبية و بواسطتها وجه ضربة للضحية أصابه بها على مستوي الرأس، أسقطته أرضا مغشيا عليه، ليلوذا بالفرار و هي نفس الأقوال التي أدلى بها أمام قاضي محكمة الجنايات.
و لدى استجواب المتهم (ز.ص.د) في جلسة المحاكمة، صرح بأنه و في حدود الساعة السابعة مساء، أثناء تواجده بمحل حلاقة بصدد حلق شعره، علم من صاحب المحل بوجود شجار في الخارج، حيث خرج دون أن يكمل الحلاقة بغرض الاستطلاع، حيث شاهد صديقة (م.خ) المدعو « كعبورة « ساقطا أرضا و المسمى (ر.م.ع) رحيم يوجه له ضربات بواسطة لوحة خشبية، كما شاهد الضحية يحمل بيده سكينا، في تلك الأثناء تدخل هو شخصيا للدفاع عن صديقه، غير أنه تعرض لهجوم من طرف شخص آخر يجهل هويته، كان يحمل بيده سكينا محاولا إصابته به، ثم تردد و رجع إلي الخلف بعد أن أصر المرحوم على ضربه بالسكين، ليتدخل مجموعة من أبناء الحي و قاموا برشقه بالحجارة و في تلك الأثناء صرح بأنه حمل هو شخصيا لوحة خشبية كانت مرمية بذات المكان و وجه بها ضربة للضحية أصابه على مستوى الرأس، أسقطه أرضا ثم لاذ بالفرار هو و صديقه.
حسين دريدح