تولي محافظة الغابات بقالمة، أهمية كبيرة لشجرة التين الشوكي لوقف التصحر في منطقة سهل الجنوب الكبير و مساعدة السكان المحليين على إيجاد فرص عمل و تحسين معيشتهم في ظل تراجع فرص العمل و انتشار الفقر بالأقاليم الريفية النائية، التي تعتمد على الأنشطة الرعوية البسيطة و الزراعات المعاشية المحدودة.
و تعمل المحافظة على توسيع مساحة التين الشوكي ببلديات عين العربي، عين مخلوف، تاملوكة، عين رقادة و غيرها من البلديات الواقعة بسهل الجنوب، الذي يعاني من موجات الجفاف المستمرة و بوادر تصحر بدأت تطال مساحات واسعة من الأراضي الزارعة و أصبح السكان يعيشون واقعا جديدا ربما سيكون أشد وقعا على حياتهم خلال السنوات القادمة، إذا فشلت برامج التنمية الريفية و جهود مكافحة التصحر بالمنطقة.
و تتميز شجرة التين الشوكي بالقدرة على مقاومة الجفاف و تعد من الأشجار الاقتصادية المنتجة للثروة و مناصب العمل، حيث أصبحت فاكهة التين الشوكي أكثر طلبا و رواجا بالسوق المحلية و الوطنية.
و يمكن لبستان صغير من التين الشوكي أن يوفر العيش لأسرة متعددة الأفراد عندما ينمو و يبلغ مرحلة الإنتاج، لكن العائق الأكبر أمام هذا المسعى الاقتصادي و الاجتماعي الهام، هو مشكلة العقار القادر على استيعاب برامج زراعة التين الشوكي بسهل الجنوب الكبير.
و تراهن محافظة الغابات و سكان منطقة سهل الجنوب، على الأملاك العقارية التابعة لقطاع الغابات و المرتفعات غير الملائمة لزراعة القمح من أجل توسيع مساحة التين الشوكي و بناء حزام أخضر لتغيير الواقع البيئي بالمنطقة و تصحيح الموائل المثيرة للقلق. و تبذل جهود حثيثة لإقناع سكان منطقة جنوب قالمة على الاندماج في برنامج مكافحة التصحر و غرس التين الشوكي و الزيتون و اللوز و تغيير الواقع البيئي و تنويع مصادر العيش، من خلال موارد طبيعية متجددة و الحد من كل الأنشطة المساعدة على توسع رقعة التصحر مثل الحرث و الرعي الجائرين و تدمير المساحات الغابية بالحرق و القطع و التجريف.
و قد ارتفعت أسعار فاكهة التين الشوكي في السنوات الأخيرة و عاد الاهتمام إلى هذا المورد الاقتصادي الهام، الذي يعول عليه كثير لإنجاح برنامج مكافحة التصحر بولاية قالمة، التي تعاني من موجات الجفاف المستمرة و نقص مصادر المياه و إنهاك الأراضي الزراعية الخصبة بالحرث الجائر و الأسمدة العضوية الصناعية المضرة بالتربة.
فريد.غ